بصحّة (١) ما قلنا ؛ كما روى أنّ رسول الله (ص) (٢) (١١) نظر إلى رجل ساجد فى المسجد ، حتى فرغ النبي (ص) من صلاته ، فقال (ص) : «من رجل يقتله»؟ فقام (٣) أبو بكر ومشى إليه ليقتله ، ثم انصرف وقال : «يا رسول الله كيف أقتل رجلا ساجدا لله؟!» فقال : «من رجل يقتله؟» فقام عمر ومشى إليه (٤) ليقتله ، ثم انصرف وقال : «يا رسول الله كيف أقتل رجلا ساجدا لله؟!». فقال : «من رجل يقتله؟» ، فقام على (ع) ومشى إليه ليقتله ، فوجده قد ذهب. وفى الحديث زيادة ، ولرسول الله (ص) فيه قول ؛ وإنّما أمر رسول الله (ص) بقتله ، لأنّه ترك القصد وابتدع ما لم يفترضه الله جلّ ذكره (٥) ، ولا أمر به رسوله (ص) من التّعمّق فى العبادة. ثم قيل (٦) إنّه كان أحد الخوارج الذين قال فيهم النّبيّ (ص) : «يقرءون (٧) القرآن لا يجاوز تراقيهم». وقال : «يمرقون من الدّين (٨) كما يمرق السّهم من الرّميّة» ؛ والمروق ، هو أن يصيب السّهم الرّميّة ، ثم ينفذ إلى الجانب الاخر ؛ فهذا ، هو خروج عن المقدار. وكذلك التّعمّق ، هو الغلوّ والخروج عن المقدار (٩). وكل خارج عن المقدار والحدّ ، فهو غال (١٠) ومتعمق ومارق.
(٢) وروى عن أمير المؤمنين (ع) ، أنّه قال : «الغلوّ على أربع شعب : على التّعمّق ، والتّنازع ، والدّفع والشّقاق. فمن تعمّق ،
__________________
(١) ـ بصحة : بتصحيح AB ، تصحيح C (٢) ـ (ص): ـ A ـ A ، صلى الله عليه وعلى آله BC (٣) ـ فقام : فقال A (٤) ـ إليه : ـ A (٥) ـ جل ذكره : ـ A (٦) قيل : ـ B (٧) ـ يقرءون : يقيرون A ، يقرءون B ، يقرون C (٨) ـ الدين : الذين A (٩) ـ والخروج ... عن المقدار : ـ A (١٠) ـ غال : غالى AC ـ (١١) وسنكتفى من الآن فصاعدا باستعمال (ص) رمزا للصلوات على النبي وآله و (ع) رمزا لعليهالسلام نظرا لعدم اتفاق النسخ على نسق واحد وتلافيا للتكرار والاضطراب.