السّائس للبريّة.
(٦) فاقرّت قريش أنّهم وجدوه أكمل أهل دهره (١) ، وأجمعهم للخصال الحميدة ؛ وكانت قريش تسمّيه «الصّادق (٢) الامين» قبل أن قام بالنّبوّة ؛ حتى : إنّهم لما اجتمعوا لبناء البيت ، لانّه كان قد انتقض بناؤه (٣) ، فحضر من كلّ بطن من بطون قريش رؤساؤهم (٤) وتعاونوا على بنائه ؛ لكى لا تكون (٥) تلك (٦) المنقبة لبعضهم دون بعض. فلمّا أرادوا أن يضعوا الحجر الأسود موضعه ، اختلفوا وتنافسوا (٧) فى ذلك ، ثم اتّفقوا على محمّد (ص) وقالوا (٨) : رضينا بحكم (٩) الأمين. فحضر (ع) وأمر أن يبسط ثوب ويوضع عليه الحجر ، وأن يأخذ رئيس كلّ قبيلة طرفا (١٠) من الثّوب ، ثمّ يرفعوه معا (١١) ، ففعلوا ، ثمّ تناوله هو (ص) فوضعه فى موضعه ؛ فرضوا بذلك ثقة منهم به ، واعتمادا على رأيه وأمانته وعقله وصدقه ؛ وبذلك كانوا يعرفونه حتى ظهر بالنّبوّة.
(٧) فلمّا ظهر بالنّبوّة وعاب دينهم ، وما كانوا يعبدونه (١٢) من دون الله ، عادوه وو نابذوه وقالوا : يا محمد إنّا عرفناك صدوقا (١٣) أمينا ، فما هذا الّذي قد أتيتنا به؟! فأنزل الله تعالى فى ذلك ، فقال : (فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللهِ يَجْحَدُونَ) أى : لا يجدونك كذّابا ، ويعرفونك بالصدق ؛ ولكن يظلمون انفسهم ويجحدون الحقّ (١٤) ويستنكفون منه. فان قال قائل ، فلم قالوا له أنّك مجنون حتى أنزل الله (١٥) عزوجل : (ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ) ، وأنزل قوله : (أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ
__________________
(١) ـ دهره : + جمعهم B (٢) ـ الصادق : ـ AB (٣) ـ بناؤه : بنائدA (٤) ـ رؤسا ـ وهم : رؤسائهم AB (٥) لكى لا تكون : ولكن C (٦) ـ تلك : ـ B (٧) ـ تنافسوا : تناقشواC (٨) ـ قالوا : ـ A (٩) ـ بحكم : + الصادق C (١٠) ـ طرفا : طرف C (١١) معا : ـ B (١٢) ـ يعبدونه : يعبدون A (١٣) ـ صدوقا : ـ B (١٤) ـ الحق : ـ B (١٥) ـ الله : + عليه C