دينار عن ابن عمر أثبت من رواية عبد الرحمن عن أبيه عبد الله بن دينار ، عن أبي صالح عن أبي هريرة (قلت) ولا منافاة بين الروايتين ، فقد يكون عند عبد الله بن دينار من الوجهين ، والله أعلم ، وقد ساقه الحافظ أبو بكر بن مردويه من غير وجه عن أبي صالح ، عن أبي هريرة. ومن حديث محمد بن أبي حميد عن زياد الخطمي عن أبي هريرة به.
حديث آخر : قال الإمام أحمد (١) : حدثنا سفيان عن جامع ، عن أبي وائل ، عن عبد الله ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال «ما من عبد لا يؤدي زكاة ماله إلا جعل له شجاع أقرع يتبعه ، يفر منه وهو يتبعه ، فيقول : أنا كنزك» ثم قرأ عبد الله مصداقه من كتاب الله (سَيُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ) ، وهكذا رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة من حديث سفيان بن عيينة عن جامع بن أبي راشد ، زاد الترمذي : وعبد الملك بن أعين ، كلاهما عن أبي وائل شقيق ابن سلمة عن عبد الله بن مسعود به ، وقال الترمذي : حسن صحيح. وقد رواه الحاكم في مستدركه من حديث أبي بكر بن عياش وسفيان الثوري ، كلاهما عن أبي إسحاق السبيعي ، عن أبي وائل ، عن ابن مسعود به ، ورواه ابن جرير (٢) من غير وجه عن ابن مسعود موقوفا.
حديث آخر : قال الحافظ أبو يعلى : حدثنا أمية بن بسطام ، حدثنا يزيد بن زريع ، حدثنا سعيد عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد ، عن معدان بن أبي طلحة ، عن ثوبان عن النبيصلىاللهعليهوسلم قال «من ترك بعده كنزا مثل له شجاعا أقرع يوم القيامة له زبيبتان يتبعه ، ويقول : من أنت؟ ويلك ، فيقول : أنا كنزك الذي خلفت بعدك ، فلا يزال يتبعه حتى يلقمه يده فيقضمها ، ثم يتبع سائر جسده» إسناده جيد قوي ، ولم يخرجوه. وقد رواه الطبراني عن جرير بن عبد الله البجلي.
ورواه ابن جرير (٣) وابن مردويه من حديث بهز بن حكيم عن أبيه ، عن جده ، عن النبيصلىاللهعليهوسلم ، قال «لا يأتي الرجل مولاه فيسأله من فضل ماله عنده فيمنعه إياه إلا دعي له يوم القيامة شجاع يتلمظ فضله الذي منع» لفظ ابن جرير (٤) ، وقال ابن جرير حدثنا ابن المثنى ، حدثنا عبد الأعلى ، حدثنا داود عن أبي قزعة ، عن رجل ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم ، قال «ما من ذي رحم يأتي ذا رحمه فيسأله من فضل جعله الله عنده ، فيبخل به عليه ، إلا أخرج له من جهنم شجاع يتلمظ حتى يطوقه» ثم رواه من طريق أخرى عن أبي قزعة واسمه حجير بن بيان ، عن أبي مالك العبدي موقوفا ، ورواه من وجه آخر عن أبي قزعة مرسلا.
وقال العوفي عن ابن عباس : نزلت في أهل الكتاب الذين بخلوا بما في أيديهم من الكتب المنزلة أن يبينوها ، رواه ابن جرير ، والصحيح الأول وإن دخل هذا في معناه ، وقد يقال : إن
__________________
(١) مسند أحمد ١ / ٣٧٧.
(٢) تفسير الطبري ٣ / ٥٣٣.
(٣) تفسير الطبري ٣ / ٥٣٣.
(٤) تفسير الطبري ٣ / ٥٣٢.