حديث آخر فيه ذكر قتل الولد : وهو ثابت في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود قال : قلت : يا رسول الله ، أي الذنب أعظم؟ وفي رواية أكبر قال «أن تجعل لله ندا وهو خلقك». قلت : ثم أي؟ قال «أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك». قلت : ثم أي؟ قال «أن تزاني حليلة جارك» ثم قرأ (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ ـ إلى قوله ـ إِلَّا مَنْ تابَ) [الفرقان : ٦٨] (١).
حديث آخر فيه ذكر شرب الخمر : قال ابن أبي حاتم : حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، أخبرنا ابن وهب ، حدثني ابن صخر أن رجلا حدثه عن عمارة بن حزم أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص وهو بالحجر بمكة ، وسأله رجل عن الخمر فقال : والله إن عظيما عند الله الشيخ مثلي يكذب في هذا المقام على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فذهب فسأله ، ثم رجع فقال : سألته عن الخمر ، فقال «هي أكبر الكبائر ، وأم الفواحش من شرب الخمر ترك الصلاة ووقع على أمه وخالته وعمته» غريب من هذا الوجه.
طريق أخرى : رواها الحافظ أبو بكر بن مردويه من حديث عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن داود بن صالح عن سالم بن عبد الله ، عن أبيه أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه وعمر بن الخطاب وأناسا من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم رضي الله عنهم أجمعين ، جلسوا بعد وفاة رسول اللهصلىاللهعليهوسلم فذكروا أعظم الكبائر ، فلم يكن عندهم ما ينتهون إليه ، فأرسلوني إلى عبد الله بن عمرو بن العاص أسأله عن ذلك ، فأخبرني أن أعظم الكبائر شرب الخمر ، فأتيتهم فأخبرتهم ، فأنكروا ذلك ، فوثبوا إليه حتى أتوه في داره ، فأخبرهم أنهم تحدثوا عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن ملكا من بني إسرائيل أخذ رجلا فخيره بين أن يشرب خمرا ، أو يقتل نفسا ، أو يزني أو يأكل لحم خنزير أو يقتله ، فاختار شرب الخمر ، وإنه لما شربها لم يمتنع من شيء أراده منه ، وإن رسول اللهصلىاللهعليهوسلم قال لنا مجيبا «ما من أحد يشرب خمرا إلا لم تقبل له صلاة أربعين ليلة ، ولا يموت أحد وفي مثانته منها شيء إلا حرم الله عليه الجنة ، فإن مات في أربعين ليلة مات ميتة جاهلية» هذا حديث غريب من هذا الوجه جدا ، وداود بن صالح هذا هو التمار المدني مولى الأنصار ، قال الإمام أحمد : لا أرى به بأسا. وذكره ابن حبان في الثقات ولم أر أحدا جرحه.
حديث آخر : عن عبد الله بن عمرو وفيه ذكر اليمين الغموس. قال الإمام أحمد (٢) : حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة عن فراس ، عن الشعبي ، عن عبد الله بن عمرو عن النبيصلىاللهعليهوسلم أنه قال «أكبر الكبائر الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين ، أو قتل النفس ـ شعبة الشاك ـ واليمين
__________________
(١) صحيح البخاري (أو باب ٢٠) وصحيح مسلم (إيمان حديث ١٤١ و ١٤٢)
(٢) مسند أحمد ٢ / ٢٠١.