عن عمر ، وفيها انقطاع إلا أن مثل هذا اشتهر ، فتكفي شهرته.
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أحمد بن سنان ، حدثنا أبو أحمد يعني الزبيري ، حدثنا علي بن صالح عن عثمان بن المغيرة ، عن مالك بن جوين ، عن علي رضي الله عنه. قال : الكبائر الإشراك بالله ، وقتل النفس ، وأكل مال اليتيم ، وقذف المحصنة ، والفرار من الزحف ، والتعرب بعد الهجرة ، والسحر ، وعقوق الوالدين ، وأكل الربا ، وفراق الجماعة ، ونكث الصفقة.
وتقدم عن ابن مسعود أنه قال : أكبر الكبائر الإشراك بالله ، واليأس من روح الله ، والقنوط من رحمة الله ، والأمن من مكر الله عزوجل. وروى ابن جرير (١) من حديث الأعمش عن أبي الضحى ، عن مسروق والأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، كلاهما عن ابن مسعود ، قال : الكبائر من أول سورة النساء إلى ثلاثين آية منها ، ومن حديث سفيان الثوري وشعبة عن عاصم بن أبي النجود ، عن زر بن حبيش ، عن ابن مسعود قال : الكبائر من أول سورة النساء إلى ثلاثين آية منها ثم تلا (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ) الآية.
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا المنذر بن شاذان ، حدثنا يعلى بن عبيد ، حدثنا صالح بن حيان عن ابن بريدة ، عن أبيه ، قال : أكبر الكبائر الشرك بالله ، وعقوق الوالدين ، ومنع فضول الماء بعد الري ، ومنع طروق الفحل إلا بجعل.
وفي الصحيحين عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال «لا يمنع فضل الماء ليمنع به الكلأ» ، وفيهما عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال «ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ، ولا يزكيهم ، ولهم عذاب أليم : رجل على فضل ماء بالفلاة يمنعه ابن السبيل» وذكر تمام الحديث (٢).
وفي مسند الإمام أحمد (٣) من حديث عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده مرفوعا «من منع فضل الماء وفضل الكلأ منعه الله فضله يوم القيامة».
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا الحسين بن محمد بن شنبة الواسطي ، حدثنا أبو أحمد عن سفيان ، عن الأعمش ، عن مسلم ، عن مسروق ، عن عائشة ، قالت : ما أخذ على النساء من الكبائر ، قال ابن أبي حاتم : يعني قوله تعالى : (عَلى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئاً وَلا يَسْرِقْنَ) [الممتحنة : ١٢] ، وقال ابن جرير : حدثني يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا ابن علية ، حدثنا زياد بن مخراق عن معاوية بن قرة ، قال : أتينا أنس بن مالك فكان فيما حدثنا قال : لم أر مثل الذي بلغنا عن ربنا تعالى لم نخرج له عن كل أهل ومال ، ثم سكت هنيهة ثم قال : والله لما
__________________
(١) تفسير الطبري ٤ / ٤٠.
(٢) صحيح البخاري (شهادات باب ٢٢ وأحكام باب ٤٨) وصحيح مسلم (إيمان حديي ١٧٣)
(٣) مسند أحمد ٢ / ١٧٩.