كلفنا من ذلك تجاوز لنا عما دون الكبائر ، وتلا (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ) الآية (١).
أقوال ابن عباس في ذلك :
روى ابن جرير (٢) من حديث المعتمر بن سليمان عن أبيه ، عن طاوس ، قال : ذكروا عند ابن عباس الكبائر فقالوا : هي سبع ، فقال : هي أكثر من سبع وسبع ، قال : فلا أدري كم قالها من مرة.
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا قبيصة ، حدثنا سفيان عن ليث عن طاوس ، قال: قلت لابن عباس : ما السبع الكبائر؟ قال : هي إلى السبعين أقرب منها إلى السبع. ورواه ابن جرير عن ابن حميد ، عن جرير ، عن ليث ، عن طاوس قال : جاء رجل إلى ابن عباس فقال: أرأيت الكبائر السبع التي ذكرهن الله؟ قال : هن إلى السبعين أدنى منهن إلى سبع ، وقال عبد الرزاق : أخبرنا معمر عن طاوس عن أبيه قال : قيل لابن عباس : الكبائر سبع؟ قال : هن إلى السبعين أقرب ، وكذا قال أبو العالية الرياحي رحمهالله. وقال ابن جرير : حدثنا المثنى ، حدثنا أبو حذيفة ، حدثنا شبل عن قيس بن سعد ، عن سعيد بن جبير : أن رجلا قال لابن عباس : كم الكبائر سبع؟ قال : هن إلى سبعمائة أقرب منها إلى سبع ، غير أنه لا كبيرة مع استغفار ، ولا صغيرة مع إصرار ، وكذا رواه ابن أبي حاتم من حديث شبل به ، وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله : (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ) قال : الكبائر كل ذنب ختمه الله بنار أو غضب أو لعنة أو عذاب ، رواه ابن جرير. وقال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن حرب الموصلي ، حدثنا ابن فضيل ، حدثنا شبيب عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : الكبائر كل ما وعد الله عليه النار كبيرة ، وكذا قال سعيد بن جبير والحسن البصري. وقال ابن جرير : حدثني يعقوب ، حدثنا ابن علية ، أخبرنا أيوب عن محمد بن سيرين ، قال : نبئت أن ابن عباس كان يقول : كل ما نهى الله عنه كبيرة ، وقد ذكرت الطرفة ، قال : هي النظرة ، وقال أيضا : حدثنا أحمد بن حازم ، أخبرنا أبو نعيم ، حدثنا عبد الله بن معدان عن أبي الوليد ، قال : سألت ابن عباس عن الكبائر ، فقال كل شيء عصي الله فيه فهو كبيرة.
أقوال التابعين :
قال ابن جرير (٣) : حدثني يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا ابن علية عن ابن عون ، عن محمد،
__________________
(١) تفسير الطبري ٤ / ٤٧.
(٢) تفسير الطبري ٤ / ٤٣ ـ ٤٤.
(٣) تفسير الطبري ٤ / ٤١.