يا رسول الله ، من هم؟ خسروا وخابوا. قال : وأعاده رسول الله صلىاللهعليهوسلم ثلاث مرات ، قال «المسبل (١) ، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب ، والمنان» ، ورواه مسلم وأهل السنن من حديث شعبة به.
طريق أخرى : قال أحمد (٢) : حدثنا إسماعيل عن الجريري ، عن أبي العلاء بن الشخير ، عن أبي الأحمس ، قال : لقيت أبا ذر فقلت له : بلغني عنك أنك تحدث حديثا عن رسول اللهصلىاللهعليهوسلم ، قال : أما إنه لا يخالني أن أكذب على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، بعد ما سمعته منه ، فما الذي بلغك عني؟ قلت : بلغني أنك تقول : ثلاثة يحبهم الله ، وثلاثة يشنؤهم (٣) الله. قال : قلته وسمعته ، قلت : فمن هؤلاء الذين يحبهم الله؟ قال : «الرجل يلقى العدو في فئة فينصب لهم نحره حتى يقتل أو يفتح لأصحابه ، والقوم يسافرون فيطول سراهم حتى يحبوا أن يمسوا الأرض فينزلون ، فيتنحى أحدهم يصلي حتى يوقظهم لرحيلهم ، والرجل يكون له الجار يؤذيه فيصبر على أذاه حتى يفرق بينهما موت أو ظعن» قلت : من هؤلاء الذين يشنؤهم الله؟ قال : «التاجر الحلاف ـ أو قال : البائع الحلاف ـ ، والفقير المختال ، والبخيل المنان» غريب من هذا الوجه.
الحديث الثاني : قال الإمام أحمد (٤) : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن جرير بن حازم ، حدثنا عدي بن عدي ، أخبرني رجاء بن حيوة والعرس بن عميرة ، عن أبيه عدي هو ابن عميرة الكندي ، قال : خاصم رجل من كندة ، يقال له امرؤ القيس بن عابس ، رجلا من حضر موت إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم في أرض ، فقضى على الحضرمي بالبينة ، فلم يكن له بينة فقضى على امرئ القيس باليمين ، فقال الحضرمي : إن أمكنته من اليمين يا رسول الله ذهبت ورب الكعبة أرضي ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «من حلف على يمين كاذبة ليقتطع بها مال أحد لقي الله عزوجل وهو عليه غضبان» قال رجاء : وتلا رسول الله صلىاللهعليهوسلم (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً) فقال امرؤ القيس : ماذا لمن تركها يا رسول الله؟ فقال «الجنة». قال : فاشهد أني قد تركتها له كلها ، ورواه النسائي من حديث عدي بن عدي به ،
الحديث الثالث : قال أحمد (٥) : حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش ، عن شقيق ، عن عبد الله قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من حلف على يمين هو فيها فاجر ، ليقتطع بها مال امرئ مسلم ، لقي الله عزوجل وهو عليه غضبان». فقال الأشعث : في والله كان ذلك ؛ كان بيني وبين
__________________
(١) أي المسبل إزاره الذي يجر طرفه تعاليا وخيلاء.
(٢) مسند أحمد ٥ / ١٥١.
(٣) يشنؤهم : يبغضهم.
(٤) مسند أحمد ٤ / ١٩١.
(٥) مسند أحمد ٥ / ٢١١.