رجل من اليهود أرض فجحدني ، فقدمته إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال لي رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ألك بينة؟ قلت : لا. فقال لليهودي : احلف. فقلت : يا رسول الله ، إذا يحلف فيذهب مالي. فأنزل الله عزوجل : (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً) الآية أخرجاه من حديث الأعمش.
طريق أخرى : قال أحمد (١) : حدثنا يحيى بن آدم ، حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن عاصم بن أبي النجود ، عن شقيق بن سلمة ، حدثنا عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول اللهصلىاللهعليهوسلم «من اقتطع مال امرئ مسلم بغير حق ، لقي الله وهو عليه غضبان» قال : فجاء الأشعث بن قيس ، فقال : ما يحدثكم أبو عبد الرحمن؟ فحدثناه ، فقال : فيّ كان هذا الحديث ، خاصمت ابن عم لي إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم في بئر كانت لي في يده فجحدني ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «بينتك أنها بئرك وإلا فيمينه» قال : قلت : يا رسول الله ، ما لي بينة ، وإن تجعلها بيمينه تذهب بئري ، إن خصمي امرؤ فاجر ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «من اقتطع مال امرئ مسلم بغير حق ، لقي الله وهو عليه غضبان» قال : وقرأ رسول الله صلىاللهعليهوسلم هذه الآية : (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً) الآية.
الحديث الرابع : قال أحمد (٢) : حدثنا يحيى بن غيلان ، قال : حدثنا رشيدين عن زياد ، عن سهل بن معاذ بن أنس ، عن أبيه ، أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال «إن لله تعالى عبادا لا يكلمهم يوم القيامة ، ولا يزكيهم ، ولا ينظر إليهم» قيل : ومن أولئك يا رسول الله؟ قال «متبرئ من والديه راغب عنهما ، ومتبرئ من ولده ، ورجل أنعم عليه قوم ، فكفر نعمتهم وتبرأ منهم».
الحديث الخامس : قال ابن أبي حاتم : حدثنا الحسن بن عرفة ، حدثنا هشيم ، أنبأنا العوام يعني ابن حوشب ، عن إبراهيم بن عبد الرحمن يعني السكسكي ، عن عبد الله بن أبي أوفى ، أن رجلا أقام سلعة له في السوق ، فحلف بالله لقد أعطي بها ما لم يعط ، ليوقع فيها رجلا من المسلمين ، فنزلت هذه الآية : (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً) الآية ، ورواه البخاري من غير وجه عن العوام.
الحديث السادس : قال الإمام أحمد (٣) : حدثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ، ولا ينظر إليهم ، ولا يزكيهم ، ولهم عذاب أليم : رجل منع ابن السبيل فضل ماء عنده ، ورجل حلف على سلعة بعد العصر ، يعني كاذبا ، ورجل بايع إماما فإن أعطاه وفي له وإن لم يعطه لم يف له» ورواه أبو
__________________
(١) مسند أحمد ٥ / ١٢.
(٢) مسند أحمد ٣ / ٤٤٠.
(٣) مسند أحمد ٢ / ٤٨٠.