ولم يذكر القاسم ؛ كذا قال.
وقد رواه ابن أبي حاتم فقال : حدثنا أبي ، حدثنا أبو الوليد الطيالسي ، حدثنا يزيد بن إبراهيم التستري وحماد بن سلمة ، عن ابن أبي مليكة ، عن القاسم بن محمد ، عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : سئل رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، عن قول الله تعالى : (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ) ؛ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، «إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه ، فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم».
وقال ابن جرير (١) : حدثنا علي بن سهل ، حدثنا الوليد بن مسلم ، عن حماد بن سلمة ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : نزع رسول اللهصلىاللهعليهوسلم بهذه الآية : (فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ) ، فقال رسول اللهصلىاللهعليهوسلم «قد حذركم الله فإذا رأيتموهم فاعرفوهم» ورواه ابن مردويه من طريق أخرى عن القاسم عن عائشة به.
وقال الإمام أحمد (٢) : حدثنا أبو كامل ، حدثنا حماد عن أبي غالب ، قال : سمعت أبا أمامة يحدث عن النبي صلىاللهعليهوسلم في قوله تعالى : (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ) قال «هم الخوارج». وفي قوله تعالى : (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ) [آل عمران : ١٠٦] قال «هم الخوارج» وقد رواه ابن مردويه من غير وجه ، عن أبي غالب عن أبي أمامة مرفوعا فذكره.
وهذا الحديث أقل أقسامه أن يكون موقوفا من كلام الصحابي ، ومعناه صحيح ، فإن أول بدعة وقعت في الإسلام فتنة الخوارج ، وكان مبدؤهم بسبب الدنيا حين قسم النبيصلىاللهعليهوسلم غنائم حنين ، فكأنهم رأوا في عقولهم الفاسدة أنه لم يعدل في القسمة ، ففاجأوه بهذه المقالة ، فقال قائلهم وهو ذو الخويصرة ـ بقر الله خاصرته ـ : اعدل فإنك لم تعدل ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم «لقد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل ، أيأمنني على أهل الأرض ولا تأمنوني». فلما قفا الرجل استأذن عمر بن الخطاب ، وفي رواية : خالد بن الوليد ، رسول الله في قتله ، فقال «دعه فانه يخرج من ضئضىء هذا ، أي من جنسه ، قوم يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم ، وصيامه مع صيامهم وقراءته مع قراءتهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم ، فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم» ثم كان ظهورهم أيام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقتلهم بالنهروان ، ثم تشعبت منهم شعوب ، وقبائل وآراء ، وأهواء ، ومقالات ، ونحل كثيرة منتشرة ، ثم نبعت القدرية ، ثم المعتزلة ، ثم الجهمية ، وغير ذلك من البدع التي أخبر عنها الصادق المصدوقصلىاللهعليهوسلم في قوله «وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا
__________________
(١) تفسير الطبري ٣ / ١٧٩.
(٢) المسند ج ٥ ص ٢٦٢.