واحدة» قالوا : من هم يا رسول الله؟ قال : «من كان على ما أنا عليه وأصحابي» ، أخرجه الحاكم في مستدركه بهذه الزيادة.
وقال الحافظ أبو يعلي : حدثنا أبو موسى حدثنا عمرو بن عاصم ، حدثنا المعتمر عن أبيه ، عن قتادة ، عن الحسن بن جندب بن عبد الله ، أنه بلغه عن حذيفة ، أو سمعه منه ، يحدث عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه ذكر «إن في أمتي قوما يقرءون القرآن ، ينثرونه نثر الدقل (١) يتأولونه على غير تأويله» لم يخرجوه.
وقوله تعالى (وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ) اختلف القراء في الوقف هاهنا ، فقيل : على الجلالة ، كما تقدم عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال : التفسير على أربعة أنحاء : فتفسير لا يعذر أحد في فهمه ، وتفسير تعرفه العرب من لغاتها ، وتفسير يعلمه الراسخون في العلم ، وتفسير لا يعلمه إلا الله ، ويروى هذا القول عن عائشة وعروة وأبي الشعثاء وأبي نهيك وغيرهم. وقد قال الحافظ أبو القاسم في المعجم الكبير : حدثنا هاشم بن مزيد ، حدثنا محمد بن إسماعيل بن عياش ، حدثني أبي ، حدثني ضمضم بن زرعة ، عن شريح بن عبيد ، عن أبي مالك الأشعري ، أنه سمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول «لا أخاف على أمتي إلا ثلاث خلال : أن يكثر لهم المال فيتحاسدوا فيقتتلوا ، وأن يفتح لهم الكتاب فيأخذه المؤمن يبتغي تأويله (وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ) الآية ، وأن يزداد علمهم فيضيعوه ولا يبالون عليه» غريب جدا. وقال ابن مردويه : حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم ، حدثنا أحمد بن عمرو ، حدثنا هشام بن عمار ، حدثنا ابن أبي حاتم ، عن أبيه ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن ابن العاص ، عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال : «إن القرآن لم ينزل ليكذب بعضه بعضا ، فما عرفتم منه فاعملوا به ، وما تشابه فآمنوا به» وقال عبد الرزاق : أنبأنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه ، قال : كان ابن عباس يقرأ : وما يعلم تأويله إلا الله ، ويقول الراسخون آمنا به ، وكذا رواه ابن جرير عن عمر بن عبد العزيز ومالك بن أنس أنهم يؤمنون به ولا يعلمون تأويله ، وحكى ابن جرير أن في قراءة عبد الله بن مسعود : «إن تأويله إلا عند الله الراسخون في العلم يقولون آمنا به» ، وكذا عن أبي بن كعب ، واختار ابن جرير هذا القول (٢).
ومنهم من يقف على قوله : (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) ، وتبعهم كثير من المفسرين وأهل الأصول ، وقالوا : الخطاب بما لا يفهم بعيد ، وقد روى ابن أبي نجيح عن مجاهد ، عن ابن عباس أنه قال : أنا من الراسخين الذين يعلمون تأويله ، وقال ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : والراسخون في العلم يعلمون تأويله ويقولون آمنا به ، وكذا قال الربيع بن أنس.
__________________
(١) الدقل : رديء التمر ويابسه.
(٢) انظر تفسير الطبري ٣ / ١٨٤.