(لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ) [البقرة : ١٤٣].
وفي مسند الإمام أحمد (١) وجامع الترمذي وسنن ابن ماجة ومستدرك الحاكم من رواية حكيم بن معاوية بن حيدة ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «أنتم توفون سبعين أمة ، أنتم خيرها وأنتم أكرم على الله عزوجل» وهو حديث مشهور ، وقد حسنه الترمذي ، ويروى من حديث معاذ بن جبل وأبي سعيد نحوه.
وإنما حازت هذه الأمة قصب السبق إلى الخيرات بنبيها محمد صلوات الله وسلامه عليه ، فإنه أشرف خلق الله وأكرم الرسل على الله ، وبعثه الله بشرع كامل عظيم لم يعطه نبي قبله ولا رسول من الرسل ، فالعمل على منهاجه وسبيله يقوم القليل منه ما لا يقوم العمل الكثير من أعمال غيرهم مقامه ، كما قال الإمام أحمد (٢) : حدثنا عبد الرحمن ، حدثنا ابن زهير ، عن عبد الله يعني ابن محمد بن عقيل ، عن محمد بن علي وهو ابن الحنفية أنه سمع علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أعطيت ما لم يعط أحد من الأنبياء ، فقلنا يا رسول الله ما هو؟ قال «نصرت بالرعب ، وأعطيت مفاتيح الأرض ، وسميت أحمد وجعل التراب لي طهورا ، وجعلت أمتي خير الأمم» تفرد به أحمد من هذا الوجه ، وإسناده حسن.
وقال الإمام أحمد (٣) أيضا : حدثنا أبو العلاء الحسن بن سوار ، حدثنا ليث عن معاوية عن أبي حلبس يزيد بن ميسرة ، قال : سمعت أم الدرداء رضي الله عنها تقول : سمعت أبا الدرداء رضي الله عنه يقول : سمعت أبا القاسم صلىاللهعليهوسلم وما سمعته يكنيه قبلها ولا بعدها يقول «إن الله تعالى يقول : يا عيسى إني باعث بعدك أمة إن أصابهم ما يحبون حمدوا وشكروا ، وإن أصابهم ما يكرهون احتسبوا وصبروا ، ولا حلم ولا علم قال : يا رب كيف هذا لهم ولا حلم ولا علم؟ قال : أعطيهم من حلمي وعلمي».
وقد وردت أحاديث يناسب ذكرها هاهنا.
قال الإمام أحمد (٤) : حدثنا هاشم بن القاسم ، حدثنا المسعودي حدثنا بكير بن الأخنس ، عن رجل ، عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «أعطيت سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ، وجوههم كالقمر ليلة البدر ، قلوبهم على قلب رجل واحد ، فاستزدت ربي عزوجل فزادني مع كل واحد سبعين ألفا» قال أبو بكر رضي الله عنه : فرأيت أن
__________________
(١) مسند أحمد ٤ / ٤٤٧ وسنن ابن ماجة (زهد باب ٣٤.
(٢) مسند أحمد ١ / ٩٨.
(٣) مسند أحمد ٦ / ٤٥٠.
(٤) مسند أحمد ١ / ٦.