الباب الشيرازى مرتين ، أما باب الباب البشروئى فكان يقدسه قداسة عجيبة لدرجة أنه كان ينحنى له ذلّا وتعبدا ويعتبره مقدسا فعلا ، رغم أن ثقافة القدوس ثقافة محدودة ، وأسرته لم تكن من الأسر المعروفة عند الشيعة ، فقد تعلم فى مدارس الشيخية وصاحب باب الباب البشروئى وشاركه فى الدعوة إلى الباب ، وأصبح هو الآخر من أقرب الناس إليه ومنحه لقب القدوس ، ومنها ادعى المهدوية ، وأنه هو عيسى الّذي ولد بلا والد.
ولقد آمن البابية بهذا الكلام العجيب من شاب عرف عنه المجون والاستهتار.
وكان الباب البشروئى ينزهه ويقدسه حتى أقام له سرادقا عظيما حجبه فيه عن الناس فلا تدركه الأبصار ، ولا تراه العيون ، إجلالا لشأنه وتنزيها لذاته .. ويروى أن البارفروشي طلب الاغتسال فى بعض الأيام ، فلما برز من السرادق ، والبابية وقوف حوله خروا له ساجدين ، ومسحوا جباههم بالأرض وكانت مبتلة بماء المطر ، ولم يرفعوها حتى أذن لهم" (١).
وحينما أرادت الدولة الإيرانية القضاء على البابية التى كانت منتشرة فى مازندران بإيران استطاع باب الباب أن يحصنها بقلعة ضخمة حصينة منيعة ، وكون جيشا كبيرا استطاع أن يحارب به جيش الحكومة وينتصر عليه فى مواقع كثيرة حتى أنه استطاع أن يقضى على الجيش الّذي أرسله الشاه ناصر الدين ، وجعلهم يفرون إلى قرية قريبة من مازندران" فراد" ولحق بهم وأفناهم ، وقضى على كل أبناء القرية ، بل ذبحهم ذبحا شيوخا وأطفالا وشبابا وإناثا وحرق القرية كلها.
__________________
(١) محمد فاضل : الحراب فى صدر البهاء والباب ، ص ٢٠٣.