والله هو الوليّ ، وهو محيي الموتى ، وهو الخلّاق العليم.
وإنّ الملك المصوِّر في الأرحام ، مع تصويره ما شاء الله من الصور وخلقه سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها (١) ، لم يكن يشارك ربّه في صفته ، والله هو الخالق البارئ المصوّر ، وهو الذي يصِّور في الأرحام كيف يشاء.
والملك المبعوث إلى الجنين الذي يكتب رزقه وأجله وعمله ومصائبه وما قدّر له من خير وشرٍّ وشقاوته وسعادته ثمّ ينفخ فيه الروح (٢) لا يشارك ربّه ، والله هو الذي لم يكن له شريكٌ في الملك
__________________
(١) عن حذيفة مرفوعاً : إذا مر بالنطفة اثنتان وأربعون ليلة بعث الله اليها ملكاً فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها ، ثمّ قال : يا ربّ أذكر أم انثى؟ فيقضي ربك ما شاء ويكتب الملك ، ثمّ يقول : يا ربّ أجله؟ فيقضي ربك ما شاء ويكتب الملك ، ثمّ يقول : يا ربّ رزقه؟ فيقضي ربّك ما شاء ويكتب الملك ، ثمّ يخرج الملك بالصحيفة في يده فلا يزيد على ذلك شيئاً ولا ينقص. أخرجه أبو الحسين مسلم في صحيحه ، وذكره ابن الاثير في جامع الأُصول وابن الدبيع في التيسير ٤ ص ٤٠.
وفي حديث آخر ذكره ابن الدبيع في تيسير الوصول ٤ ص ٤٠ : اذا بلغت «يعني المضغة» أن تخلق نفساً بعث الله ملكاً يصورها ، فيأتي الملك بتراب بين اصبعيه فيخط في المضغة ثمّ يعجنه ثمّ يصورها كما يؤمر فيقول : أذكر أم انثى؟ أشقي أم سعيد؟ وما عمره؟ وما رزقه؟ وما أثره؟ وما مصائبه؟ فيقول الله فيكتب الملك «المؤلِّف».
(٢) عن ابن مسعود مرفوعاً : ان خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوماً ، ثمّ