واجمع ذِنابٌ وذَنائِبُ والذَّنوب الذى هو النصيب مشتق منه وهو مذكر وفى التنزيل (فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحابِهِمْ) قال علقمة
وفِى كُلِّ حَىٍّ قد خَبَطْتَ بِنِعْمةٍ |
|
فُحَّق لِشَاسٍ مِنْ نَداكَ ذَنُوبُ |
ومن ذلك (الخَمْرُ) تؤنث وتذكر والتأنيث عليها أغلب وما أنثت فيه من الاشعار كثير وأسماؤها كلها موضوعة على التأنيث كما أعلمتك فأما قول الاعشى
وكأَنَّ الخَمْرَ العَتِيقَ من الاسفَنِطِ |
|
ممزوجةٌ بماءِ زُلَال |
فقد يكون على تذكير الخمر وقد يكون من باب عَيْنٌ كَحِيلٌ قال أبو حاتم وأَبَى الاصمعىُّ الا التأنيثَ فأنشدتُه هذا البيت فقال انما هو* وكانَّ الخَمْرَ المدامةَ مِلِاسْفِنْطِ فحذف نون من فى الادراج قال وتلك لغة معروفة مشهورة يحذفون النون من من اذا تَلَقَّتْها لامُ المعرفةِ وأما قول العرب ليست بخَلَّةٍ ولا خمرةٍ فانهم يذهبون الى الطائفة منها كقولهم سَوِيقةٌ ودَقِيقةٌ وعَسَلَةٌ وضَرَبَةٌ وقد قالوا ما هو بخَلٍّ ولا خَمْرٍ ـ أى لا خير فيه ولا شر عنده ومن ذلك (الذَّهَبُ) أنثى وقد يذكر وجمعها فى القَبِيلَينِ أذْهابٌ وذُهْبانٌ ومن ذلك (المالُ) يذكر ويؤنث وقد أَنَّثَها رسولُ الله صلىاللهعليهوسلم وذكرها فى كلام واحد فقال «المالُ حُلْوةٌ خَضِرَةٌ ونِعْمَ العَوْنُ هو لصاحبه» وأنشد قول الشاعر
والمالُ لا تُصْلِجُها فاعْلَمَنْ |
|
الا بافسادِكَ دُنْيا ودِينْ |
ومن ذلك (العُرْسُ) يذكر ويؤنث ويُصَغِّرُونها عُرَيْسٌ وعُرَيْسةٌ وجمعها فى القبيلين عُرُساتٌ وحقيقة العُرْسِ طَعامُ الزَّفافِ ومن ذلك (العَسَلُ) يذكر ويؤنث قال الشماخ
كانَّ عُيُونَ النَّاظِرِين يَشُوقُها |
|
بها عَسَلٌ طابتْ يدا من يَشُورُها |
ومن ذلك (النَّعَمُ) يذكر ويؤنث قال الراجز
أَكُلَّ عامٍ نَعَمٌ تَحْوُونَه |
|
يُلْقِحُه قَوْمٌ وتُنْتِجُونَه |
وكذلك الانعام تذكر وتؤنث فيقال هى الانعام وهو الانعام قال الله تعالى (وَإِنَ