لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ) فذكر وقال فى سورة المؤمنون (مِمَّا فِي بُطُونِها) والتأنيث هو المعروف فى الانعام وقيل انما ذكره لانه ذهب الى معنى النَّعَمِ والنَّعَمُ والانعامُ بمعنى واحدٍ فاما سيبويه فذهب الى أن الانعام يقع على الواحد وعَدَلَهُ بقولهم ثَوْبٌ أَكْماشٌ * ومن ذلك (السِّلَاحُ) يذكر ويؤنث قال الفراء سمعت بعضَ بنى دُبَيْرٍ يقول انما سمى جَدُّنا دُبَيْرا لان السِّلاحَ أَدْبَرَتْه أى تركتْ فى ظَهْره دَبَراً ودُبير تحقير أَدْبَر على تصغير الترخيم ويجوز أن يكون تصغير دَبِرٍ يقال بعير دَبِرٌ وأدْبَرُ قال الطرماح وذكر الثورَ
يَهُزُّ سِلَاحاً لم يَرِثْها كَلالةً |
|
يَشُكُّ بها منها أُصولَ المَغابِن |
وقوله تعالى (وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ) يَدُلُّ على تذكير السلاح لانه بمنزلة مِثَالٍ وأَمْثلةٍ ومن العرب من يقول لبس القومُ سُلُحَهم والقومُ سَلِحُون أى معهم السِّلاح ومن ذلك (دِرْعُ الحديدِ) تذكر وتؤنث والتأنيث الغالب المعروف والتذكير أقلهما أو لا ترى أن أسماءها وصفاتها الجاريةَ مَجْرَى الاسماء مؤنثةٌ كقولهم لامةٌ وفاضَةٌ ومُفاضَة وزَغْفَة وزَغَفَة وجَدْلاء وحَدْباءُ وسابغةٌ فاما ذائِلٌ فقد تكون على التذكير وقد تكون على النَّسَب وأما دِلَاصٌ فبمنزلة كِنَازٍ وضِنَاكٍ وان كان قد يجوز أن يكون نعتاً غير مؤنث على تذكير الدّرْع والمشهور فى دِلاص التأنيثُ فاما قول أَوْسِ بن حَجَرٍ
وأبيضَ صُوِليًّا كِنهْىِ قَرارةٍ |
|
أَحَسَّ بقَاعٍ نَفْحَ رِيحٍ فاجْفَلَا |
فعلى تذكير الدرع * ومن ذلك (اللَّبُوسُ) اسم عامٌّ لِلّبَاسِ والسِّلَاح أيضا من دِرْع الى رُمْح وما أشبههما مذكر فاذا نويتَ بها دِرْعَ الحديد خاصة أنتَ وأنشد للعباس بن مرداس
فَجِئْنا بألفٍ من سُلَيْمٍ عليهمُ |
|
لَبُوسٌ لهم من نِسْجِ داودَ رَائِعُ |
وفى التنزيل (وَعَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ) وليس هذا بشاهد قاطع ولا مُقْنِع فى تأنيث اللَّبُوس لانه قد يمكن أن يكون الاخبارُ عن الصنعة وعن اللبوس
ومن ذلك (القَمِيصُ) الدِّرْعُ مؤنثة ومن ذلك (السُّوق) تذكر وتؤنث والتأنيث أغلب قال الشاعر فى التذكير