بزيد وإن خَبَّرْتَ عنها فى نفسِها ففيها مذهبان إن شئت حكيتها على حالها قبل التسمية فقلت هذه ليتَ وليتَ تنصب الاسماءَ وترفع الاخبارَ وإنَّ تنصب الاسماء وان شئت أعربتها فقلت ليتٌ تنصب الاسماءَ وترفع الاخبار فمن تركها على حالها حكاها كما يحكى فى قولك دَعْنِى من تَمْرَتانِ ـ أى دعنى من هذه اللفظة وكذلك اذا قال ليت تنصب فكانه قال هذه الصيغة تَنْصِب وما كان من ذلك على حرفين الثانى منهما ياء أو واو أو ألف اذا حكيتَ لم تُغَيِّرْ فقلتَ لو فيها معنى الشرط وأو للشك وفى للوعاء فلم تغير شيئا منها وان جعلتها أسماءا فى اخبارك عنها زدت عليها فصيرتَها ثلاثية لانه ليس فى الاسماء اسم على حرفين والثانى منهما ياء ولا واو ولا ألف لان ذلك يُجْحفِ بالاسم لان التنوينَ يدخله بحَقِّ الاسميةِ والتنوين يُوجب حذفَ الحرف الثانى منه فيبقَى الاسمُ على حرف واحد مثالُ ذلك أنا اذا جعلنا لَوْ اسما ولم نَزد فيه شيئا ولم نَحْكِ اللفظَ الذى لها فى الاصل أعربناها فاذا أعربناها تحركت الواو وقبلها فتحة فانقلبتْ ألفا فتصير لا ثم يدخله التنوين بحقِّ الصرفِ فتصيرلاً يا هذا فيبقى حرف واحد وهو اللام والتنوينُ غير معتدّ به واذا سمينا بأو أو بلا لزمها ذلك أيضا فقلتَ أَولاً واذا سميتَ بفِى ولم تَحْكِ ولم تزد فيها شيئا وجب أن تقول فٍ يا هذا كما تقول قاضٍ يا هذا فلما كان فيها هذا الاجحاف لو لم يُزَدْ فيها شئٌ زادوا ما يُخْرجه عن حدّ الاجحاف فجعلوا ما كان ثانيه واوا يُزاد فيه مثلُها فيشدّد وكذلك الياء كقولك فى لَوْلَوٌّ وفى كَىْ كَىٌّ وفى فِى فِىٌّ وما كان الحرف الثانى منه ألفا زادوا بعدها همزة والتقدير أنهم يزيدون ألفا من جنسها ثم تقلب همزة فيقال فى لا لاءٌ وفى ما ماءٌ قال الشاعر
عَلِقَتْ لَوًّا تُرَدِّدُهُ |
|
إنَّ لَوًّا ذاكَ أعْيانا |
وقال غيره أيضا
لَيْتَ شِعْرِى وأَيْنَ مِنِّىَ لَيْتٌ |
|
إنَّ لَيْتًا وإنَّ لَوًّا عَناءُ |
فان قال قائلٌ فما قولكم فى امرأة سميت بشئ من هذه الحروف على مذهب من لا يصرف هل يلزم التشديدُ والزيادةُ أم لا فالجواب أن التشديد والزيادة لا زمان فان قال فلم زدتم وليس فيه تنوين ومن قولكم إن الزيادةَ وجبتْ لان التنوين