قائمة الکتاب
باب ما يذكر من الجمع فقط وما يؤنث منه فقط وما يذكر ويؤنث معا
٧٥
إعدادات
المعنى وربما قالوا فى بعض الكلام ذهبتْ بعضُ أصابعِه وانما أَنَّثَ البعضَ لانه أضافه الى مؤنث هو منه ولو لم يكن منه لم يؤنثه لانه لو قال ذَهَبَتْ عَبْدُ أُمِّكَ لم يَحْسُن يعنى لم يجز* قال أبو على* اعلم أن المذكر الذى يضاف الى المؤنث على ضربين أحدهما ما تصح العبارة عن معناه بلفظ المؤنث الذى أضيف اليه والثانى ما لا تصح العبارة عن معناه بلفظ المؤنث فاما ما يصح بلفظه فقولك أضَرَّتْ بى مَرُّ السنين وآذَتنِى هُبُوبُ الرياح وذَهَبَتْ بعضُ أصابعى واجتمعتْ أهلُ اليَمامة وذلك أنك لو أسقطتَ المذكر فقلتَ أَضَرَّتْ بى السنون وآذَتْنى الرياحُ وذهبتْ أصابعى واجتمعتِ اليَمامةُ وأنتَ تُريد ذلك المعنى لجاز وأما ما لا تصح العبارةُ عن معناه بلفظ المؤنث فقولك ذَهَبَ عَبْدُ أُمِّك لو قلتَ ذهبتْ عَبْدُ أمك لم يجز لانك لو قلت ذهبتْ امُّك لم يكن معناه معنى قولك ذهب عبدُ أمك كما كان معنى اجتمعت اليمامة كمعنى اجتمعت أهلُ اليمامة وهذا البابُ الاوّل الذى أجزنا فيه تأنيثَ فعل المذكر المضاف الى المؤنث الذى تصح العبارةُ عن معناه بلفظها الاختيارُ فيه تذكيرُ الفعل اذ كان المذكر فى اللفظ فقولك اجتمع أهلُ اليمامة وذهب بعض أصابعه أجودُ من اجتمعتْ وذهبتْ والتأنيثُ على الجِوار ومثلُ تأنيثِ ما ذكرنا قولُ الشاعر وهو الاعشى
وتَشْرَقُ بالقَوْلِ الذى قد أذَعْتَهُ |
|
كما شَرِقَتْ صَدْرُ القنَاةِ من الدمِ |
كأنه قال شَرقَتِ القَناةُ لانه يجوز أن تقول شَرِقَتِ القَناةُ وان كان شَرِقَ صَدْرُها ومثل ذلك قول جرير
اذا بعْضُ السنينَ تَعَرَّقَتْنا |
|
كفَى الأيتامَ فَقَدْ أبى اليَتِيم |
فأنث تَعَرَّقَتْنا والفعلُ للبعض اذ كان يصح أن يقولَ اذا السِّنُون تَعَرَّقَتْنا وهو يريد بعض السنين وقال جرير أيضا
لَمَّا أَتَى خَبَرُ الزُّبَيْرِ تواضعتْ |
|
سُورُ المَدينةِ والجبالُ الخُشَّعُ |
فأنث تواضعتْ والفعلُ للسُّور لانه لو قال تواضعت المدينةُ لصح المعنى الذى أراده بذكر السُّورِ وأبو عبيدة مَعْمَرُ بن المُثَنَّى يقولُ ان السُّورَ جمع سُورةٍ وهى كلُّ ما علا