ومن عدل عن هذا الصراط ومال الى الباطل بالقول أو العمل فانّه يزل من هذه العقبة (١) من صراط الآخرة ويسقط في جهنم.
و (والصراط المستقيم) في سورة الحمد إشارة الى الاثنين (٢).
__________________
فقال : هو الطريق الى معرفة الله عزّوجلّ.
وهما صراطان : صراط في الدنيا ، وصراط في الآخرة.
وأما الصراط الذي في الدنيا فهو الامام المفترض الطاعة فمن عرفه في الدنيا واقتدى بهداه مرّ على الصراط الذي هو جهنم في الآخرة ومن لم يعرفه في الدنيا زلت قدمه عن الصراط في الآخرة فتردى في نار جهنم.
(١) في البحار : ج ٨ ، ص ٦٦ ، عن انس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله في قوله تعالى :
(فلا اقتحم العقبة).
انّ فوق الصراط عقبة كؤوداً طولها ثلاثة آلاف عام :
ألف عام هبوط.
وألف عام شوك وحسك وعقارب وحيات ، وألف عام صعود ... الحديث).
وفي البحار : ج ٨ : ص ٦٧ ـ ٦٨ عن أنس عن النبي صلى الله عليه وآله قال : اذا كان يوم القيامة ونصب الصراط على جهنم لم يجز عليه الاّ من كان معه جواز فيه ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام .. الحديث).
(٢) ورد هذا المعنى في روايات شريفة كثيرة وصلت حدّ الاستفاضة إن لم يدع التواتر ، نعم التواتر مقطوع به في تفسيره الولاية بعليّ بن أبي طالب عليهالسلام من الطرفين.
ومن جملة تلك الروايات :
ـ مارواه الشيخ الثقة الجليل القمّي في تفسيره : ج ١ : ص ٢٨ ، في قوله تعالى ( اهدنا الصراط المستقيم) :
(قال : الطريق معرفة الامام).
ـ وروى بأسناد صحيح عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله (الصراط المستقيم) قال : هو أمير المؤمنين عليهالسلام ومعرفته.
ـ وفي معاني الأخبار ص ٣٥ بالأسناد عن أبي حمزة الثمالي عن سيّد العابدين علي بن الحسين عليهماالسلامقال :
ليس بين الله وبين حجته حجاب ، فلا لله دون حجته ستر ، نحن أبواب الله ، ونحن الصراط المستقيم ، ونحن عيبة علمه ، ونحن تراجمة وحيه ، ونحن أركان توحيده ، ونحن موضع سرّه.
ـ وروى الصدوق بإسناده عن سعد بن طريف عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله