بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمّد وعلى آله الطيبين الطاهرين ، واللعنة الدائمة على أعدائهم ومنكري فضائلهم أجمعين من الأولين الى قيام يوم الدين.
يعيش العالم الاسلامي والمسلمون عموماً من يوم الغزو الاستعماري والفكري للبلاد الاسلامية صراعاً شديداً مع العدو الغازي ، وقد تنوعت أساليب الصراع بتنوع الظروف ووجهات المعارك العسكرية والفكرية ، وباختلاف أشكال الحروب الفكرية الشرقية والغربية ، وقد خرج الاسلام الحنيف والامّة المرحومة منتصرة بجميع معاركها المقدّسة التي خاضتها ضد الكفّار والمنافقين مع ما كابدته الامّة من ألم وعذاب وفقدان الأحبة وتحمّل مشاق الغربة وما الى ذلك ، وما زالت المعارك مستمرة ، فإن الاستعمار لا يريد أن ينفض يده من هذه الأرض الطيبة ومن استعمار واستعباد هذا الشعب المسلم العظيم.
وتفنن الاستعمار بأساليبه العدوانية ، وأكد على ضرروة ايجاد حواجز عقائدية وفكرية ونفسية بين الانسان المسلم وبين شخصيته الاسلامية ، ودخل اليه من جميع الجوانب المختلفة ليخترق هذا الكيان العظيم ، وقد وفق لفترات من الزمن أن يسيطر أو يخترق بعض السواتر أو الحواجز والموانع ، ولكنه ببسالة أهل الحقّ عاد خائباً خاسراً أكثر مواقعه التي احتلها بصعوبة ومشقة.