وقال هذه القصيدة عندما أمر في وزارته أن يستعمل في طراز خاص كسوة المشهدين الشريفين العلوي والحسيني من الستور الديبقي لأبواب الحرمين وعرضها هناك وقد أرصد من أمواله مبالغ طائلة لهذا الغرض وتحرى فيها أن تكون الستور في غاية الحياكة والابداع مع تطريز آيات قرآنية حولها ، فلما تّم عملها أرسلها مع نفر من خدمه وعبيده ، وجعل فيها قصيدة ذكر فيها عمله الذي تفرّد بشرفه وفخره وفاز دون ملوك الاسلام بجزيل ذخره وجميل ذكره :
هل الوجد إلا
زفرة وأنينُ |
|
أم الشوق إلا
صبوةٌ وحنينُ |
وجيش دموع كلما
شنّ غارة |
|
أقام له بين
الضلوع كمين |
إذا ما التظى
شوق معين بثاره |
|
تحدّر ماء العين
عين معين |
وما خلت أن
القلب يصبح للبكا |
|
قليباً ولا أن
العيون عيون |
وأن عقود الدر
من بعد ألفها |
|
نحور الغواني في
الحذود تكون |
خليلي ما الدمع
الذي تريانه |
|
على السر إن حان
الفراق أمين |
بلام إذا خان
الأنام جميعهم |
|
وليس يلام الدمع
حين يخون |
وبي لوعة لا
يستقر نزاعها |
|
لها كلما جنَّ
الظلام ، جنون |
إذا عن لي تذكار
سكان كربلا |
|
فما لفؤادي في
الضلوع سكون |
فان أنام لم
أحزن على إثر ذاهب |
|
فاني على آل
الرسول حزين |
ألم ترهم خلوا
حماهم كما خلا |
|
بحقان من أسد
العرين عرين |
وساروا وقد غروا
بأيمان معشر |
|
وما علموا أن
اليمين يمين |
ورب أماني معشر
وأمانهم |
|
بغدرهم قد عاد
وهو منون |