حياتي وبعد مماتي ، محبي محبك ومبغضك مبغضي ، يا عليّ أنا وأنت أبوا هذه الامّة ، يا عليّ أنا وأنت والأئمّة من ولدك سادات في الدنيا وملوك في الآخرة ، من عرفنا فقد عرف الله ومن أنكرنا فقد أنكر اللهعزوجل (١).
العشرون : الشيخ في كتاب «المجالس» قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري سنة ثمان وثلاثمائة قال : حدّثنا محمد بن حميد الرازي قال : حدّثنا سلمة بن الفضل الأبرش قال : حدثني محمد بن اسحاق عن عبد الغفار بن القاسم قال أبو الفضل : وحدّثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي في الصباح واللفظ له قال : حدّثنا محمد بن الخرطومي (٢) قال : حدثني سلمة بن صالح الجعفي عن سليمان الأعمش وأبي مريم جميعا عن المنهال بن عمرو بن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن عبد الله بن عباس عن عليّ بن أبي طالب قال : لمّا نزلت هذه الآية على رسول اللهصلىاللهعليهوآله فقال لي : يا عليّ إن الله تعالى أمرني أن انذر عشيرتك الأقربين قال : فضقت بذلك ذرعا وعرفت أنّي متى اناديهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره ، فصمت عن ذلك وجاءني جبرائيل عليهالسلام فقال : يا محمد إنّك إنّ لم تفعل ما امرت به عذبك ربّك عزوجل ، فقال لي : اصنع لنا يا عليّ صاعا من طعام وأجعل عليه رجل شاة واملأ لنا عسّا من لبن وأجمع لنا بني عبد المطلب حتّى اكلّمهم وابلّغهم ما امرت به ، ففعلت ما أمرني به ، ثمّ دعوتهم أجمع وهم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا وينقصون رجلا فيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب ، فلمّا اجتمعوا له دعاني بالطعام الذي صنعت لهم فجئت به فلمّا وضعته تناول رسول الله جذمة من اللحم فشقّها بأسنانه ثم ألقاها في نواحي الصحفة ثم قال : خذوا بسم الله ، فأكل القوم حتّى صدروا ما لهم بشيء من الطعام حاجة وما أرى إلّا مواضع أيديهم وأيم الله الذي نفس عليّ بيده إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدّمت لجميعهم ثمّ جئتهم بذلك العس (٣) فشربوا حتّى رووا جميعا ، وأيم الله إنّ كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله ، فلما أراد رسول الله صلىاللهعليهوآله أن يكلّمهم بدره أبو لهب بكلام فقال : لشدّ ما سحركم صاحبكم فتفرق القوم ولم يكلّمهم رسول اللهصلىاللهعليهوآله.
فقال لي من الغد : يا عليّ إن هذا لرجل قد سبقني الى ما قد سمعت من القول فتفرّق القوم قبل أن أكلّمهم فعد لنا من الطعام بمثل ما صنعت ثمّ اجمعهم لي ، قال : ففعلت ثمّ جمعتهم فدعاني بالطعام فقرّبته لهم ففعل كما فعل بالأمس وأكلوا حتّى ما لهم به من حاجة ، ثمّ قال : اسقهم ، فجئتهم
__________________
(١) أمالي الصدوق : ٧٥٥ ح ١٠١٦ المجلس ٩٣ ح ٧.
(٢) في المصدر الجرجاني.
(٣) العس : القدح الكبير.