بذلك العس فشربوا حتّى رووا منه جميعا ، ثمّ تكلّم رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : يا بني عبد المطلب إنّي والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل ممّا جئتكم به كإنّي قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرني ربّيعزوجل أن أدعوكم إليه فأيكم يؤمن بي ويؤازرني على أمري فيكون أخي ووصيّي ووزيري وخليفتي في أهلي من بعدي ، قال : فأمسك القوم وأحجموا عنها جميعا.
قال : فقمت وإنّي لأحدّثهم سنا وأرمصهم (١) عينا وأعظمهم بطنا وأحمشهم ساقا فقلت : أنا يا نبيّ الله أكون وزيرك وعلى ما بعثك الله به ، قال : فأخذ بيدي ثمّ قال : إن هذا أخي ووصيّي ووزيري وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا ، قال : فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع (٢).
الحادي والعشرون : ابن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن محمد السناني (رض) قال : حدّثنا محمد ابن جعفر الكوفي الأسدي قال : حدّثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال : حدّثنا عبد الله بن أحمد قال : حدّثنا القاسم بن سليمان عن ثابت بن أبي صفية عن سعيد بن علاقة عن أبي سعيد عقيصا عن سيّد الشهداء الحسين بن عليّ بن أبي طالب عن سيّد الأوصياء أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا عليّ أنت أخي وأنا أخوك ، أنا المصطفى للنبوة وأنت المجتبى للإمامة ، أنا صاحب التنزيل وأنت صاحب التأويل ، وأنا وأنت أبوا هذه الامّة ، يا عليّ أنت وصيي وخليفتي ووزيري ووارثي وأبو ولدي وشيعتك شيعتي وأنصارك أنصاري وأولياؤك أوليائي واعداؤك أعدائي ، يا عليّ أنت صاحبي على الحوض غدا وأنت صاحبي في المقام المحمود ، وأنت صاحب لوائي في الآخرة كما أنت صاحب لوائي في الدنيا ، لقد سعد من تولاك وشقي من عاداك ، وإن الملائكة لتتقرب إلى الله تقدس ذكره بمحبتك وولايتك ، وإن أهل مودتك في السماء لأكثر منهم في الأرض ، يا عليّ أنت أمين أمتي وحجّة الله عليها بعدي ، قولك قولي وأمرك أمري وطاعتك طاعتي وزجرك زجري ونهيك نهيي ومعصيتك معصيتي، حزبك حزبي وحزبي حزب الله (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ)(٣).
__________________
(١) الأرمص : وهو لون أبيض يتجمع في موق العين. وأحمش الساق : دقيقهما.
(٢) أمالي الطوسي : ٥٨٣ ، ح ١٢٠٦ ، باب ٢٤ ، ح ١١.
(٣) أمالي الصدوق : ٤١١ ح ٥٣٣ المجلس ٥٣ ح ١٣.