تؤتى المدينة إلا من بابها؟ يا علي أهل مودتك كل أواب حفيظ وكل ذي طهر لو اقسم على الله لبرّ قسمه.
يا علي إخوانك كل طاهر وزاك مجتهد يحب فيك ويبغض فيك محتقر عند الخلق عظيم المنزلة عند الله عزوجل ، يا علي محبوك جيران الله عزوجل في دار الفردوس لا يأسفون على ما خلّفوا من الدنيا ، يا علي أنا ولي لمن واليت وأنا عدو لمن عاديت ، يا علي من أحبّك فقد أحبني ومن أبغضك فقد أبغضني ، يا علي إخوانك ذبل الشفاه تعرف الرهبانية في وجوههم ، يا علي إخوانك يفرحون في ثلاثة مواطن : عند خروج أنفسهم وأنا شاهدهم وأنت ، وعند المساءلة في قبورهم ، وعند العرض الأكبر ، وعند الصراط إذا سئل الخلق عن إيمانهم فلم يجيبوا ، يا علي حربك حربي وسلمك سلمي وحربي حرب الله ومن سالمك فقد سالمني ومن سالمني فقد سالم الله عزوجل ، يا علي بشّر إخوانك فإن الله عزوجل قد رضي عنهم إذ رضيك لهم قائدا ورضوا بك وليّا ، يا علي أنت أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين ، يا علي شيعتك المنتجبون ولو لا أنت وشيعتك ما قام لله عزوجل دين ، ولو لا من في الأرض منكم لما أنزلت السماء قطرها.
يا علي لك كنز في الجنة وأنت ذو قرنيها ، شيعتك تعرف بحزب الله عزوجل ، يا علي أنت وشيعتك القائمون بالقسط وخيرة الله من خلقه ، يا علي أنا أول من ينفض التراب عن رأسه وأنت معي ثم سائر الخلق ، يا علي أنت وشيعتك على الحوض تسقون من أحببتم وتمنعون من كرهتم ، وأنتم الآمنون يوم الفزع الأكبر في ظل العرش يفزع الناس ولا تفزعون ويحزن الناس ولا تحزنون فيكم نزلت هذه الآية (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ) (١) وفيكم نزلت (لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) (٢).
يا علي أنت وشيعتك تطلبون في الموقف وأنتم في الجنان تتنعّمون ، يا علي إن الملائكة والخزّان يشتاقون إليكم وإن حملة العرش والملائكة المقربين ليخصّونكم بالدعاء ويسألون الله لمحبّيكم ويفرحون بمن قدم عليهم منكم كما يفرح الأهل بالغائب القادم بعد طول الغيبة ، يا علي شيعتك الذين يخافون الله في السر وينصحونه في العلانية ، يا علي شيعتك الذين يتنافسون في الدرجات لأنهم يلقون الله عزوجل وما عليهم من ذنب ، يا علي أعمال شيعتك ستعرض عليّ في كل جمعة فأفرح بصالح ما يبلغني من أعمالهم واستغفر لسيئاتهم.
يا علي ذكرك الله في التوراة وذكر شيعتك قبل أن يخلقوا بكل خير وكذلك في الإنجيل ، فسل
__________________
(١) الأنبياء : ١٠١.
(٢) الأنبياء : ١٠٣.