أهل الإنجيل وأهل الكتاب عن إليا يخبروك مع علمك بالتوراة والإنجيل وما أعطاك الله عزوجل من علم الكتاب ، وأن أهل الإنجيل ليتعاظمون إليا وما يعرفونه وما يعرفون شيعته وإنّما يعرفونهم بما يجدونه في كتبهم، يا علي إن أصحابك ذكرهم في السماء أكبر وأعظم من ذكر أهل الأرض لهم بالخير ، فليفرحوا بذلك وليزدادوا اجتهادا ، يا على إن أرواح شيعتك لتصعد الى السماء في رقادهم ووفاتهم فتنظر الملائكة إليها كما ينظر الناس إلى الهلال شوقا إليهم ولما يرون من منزلتهم عند الله عزوجل ، يا علي قل لاصحابك العارفين بك يتنزّهون عن الاعمال التي يقارفها عدوّهم فما من يوم وليلة إلا ورحمة من الله تبارك وتعالى تغشاهم فليجنبوا الدّنس ، يا علي اشتد غضب الله عزوجل على من قلاهم وبرئ منك ومنهم واستبدل بك وبهم ، ومال إلى عدوك وتركك وشيعتك واختار الضلال ونصب الحرب لك ولشيعتك وأبغضنا أهل البيت وأبغض من والاك ونصرك واختارك وبذل مهجته وأمواله فينا.
يا علي اقرأهم منّي السلام من لم أر منهم ولم يرني وأعلمهم أنّهم إخواني الذين أشتاق إليهم فليلقوا علمي إلى من يبلّغ القرون من بعدي ، وليتمسّكوا بحبل الله وليعتصموا به وليجتهدوا في العمل فإنّا لن نخرجهم من هدى إلى ضلالة ، وأخبرهم أن الله عزوجل عنهم راض وأنّه يباهي بهم ملائكته وينظر إليهم في كل جمعة برحمته ويأمر الملائكة أن تستغفر لهم ، يا عليّ لا ترغب عن نصرة قوم يبلغهم أو يسمعون أني أحبك فأحبوك لحبّي إيّاك ، ودانوا لله عزوجل بذلك وأعطوك صفوة المودة في قلوبهم واختاروك على الآباء والأخوة والأولاد وسلكوا طريقك وقد حملوا على المكاره فينا فأبوا إلا نصرنا وبذل المهج فينا مع الأذى وسوء القول وما يقاسونه من مضاضة ذلك فكن بهم رحيما واقنع بهم فإنّ الله تبارك وتعالى اختارهم بعلمه لنا من بين الخلق وخلقهم من طينتنا واستودعهم سرّنا وألزم قلوبهم معرفة حقّنا ، وشرح صدورهم وجعلهم متمسكين بحبلنا لا يؤثرون علينا من خالفنا مع ما يزول من الدّنيا عنهم وميل الشيطان بالمكاره عليهم ، وأيّدهم الله وسلك بهم طريق الهدى فاعتصموا به والناس في غمرة الضلال متحيرون في الأهواء ، عموا عن الحجّة وما جاء من عند الله عزوجل ، فهم يصبحون ويمسون في سخط الله ، وشيعتك على منهاج الحقّ والاستقامة لا يستأنسون إلى من خالفهم وليست الدّنيا منهم وليسوا منها أولئك مصابيح الدّجى (١).
الثالث والثلاثون : أمالي الشيخ قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا محمّد أبو القاسم جعفر
__________________
(١) أمالي الصدوق : ٦٥٥ ـ ٦٥٨ / ٨٩١ ، وبحار الأنوار : ٣٥ / ٣٠٩ ح ١٢٢.