ولقد أورد ابن كثير في سياق ذلك حديثا رواه ابن أبي حاتم عن عائشة قالت : «ظلّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم صائما ثم طواه ثم ظلّ صائما ثم طواه ثم ظلّ صائما ثم قال : يا عائشة إنّ الدنيا لا تنبغي لمحمّد ولا لآل محمد. يا عائشة إن الله تعالى لم يرض من أولي العزم من الرسل إلّا بالصبر على مكروهها والصبر عن محبوبها ثم لم يرض مني إلّا أن يكلّفني ما كلّفهم فقال (فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ) وإني والله لأصبرنّ كما صبروا جهدي ، ولا قوة إلّا بالله». حيث ينطوي في الحديث موقف من مواقف النبي صلىاللهعليهوسلم الرائعة عند الآيات القرآنية وأخذه نفسه بأشد ما يكون من الصبر والجهد والاستغراق في طاعة الله استلهاما منها.
وقد ذكر بعض المفسرين (١) في صدد تعبير (وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ) [٣٥] أن النبي صلىاللهعليهوسلم كأنه ضجر من إصرار الكفار وتحديهم العذاب فتمنى أن يأتيهم العذاب في الدنيا فكان في الآية جواب الله على أمنيته. ونحن نميل إلى القول بأن التعبير أسلوبي يقصد به التطمين وقد ورد المعنى في آيات كثيرة بصيغ متنوعة مرت أمثلة منها والله أعلم.
__________________
(١) انظر تفسير البغوي والطبرسي.