١ ـ حكاية لسؤال الكفار للنبي عليهالسلام عن موعد قيام القيامة.
٢ ـ وتنديد بسؤالهم الذي يوردونه من قبيل التحدّي والاستخفاف.
٣ ـ وتقرير بأن موعدها عند الله وفي علمه.
٤ ـ وخطاب للنبي صلىاللهعليهوسلم بصيغة السؤال التقريري بأنه ليس له عنها علم وبأن قصارى شأنه أنه منذر بها لينتفع بذلك من كان يستشعر بالخوف منها ويريد أن يتحاشى أسبابه بالإيمان وصالح العمل.
٥ ـ وإنذار وتوكيد للكفار بأنهم سيرونها حتما وفي برهة أقرب بكثير مما يظنون وأنهم حينما يرونها سيظنون من شدّة هذا الأمر أنه ما بينها وبين موتهم إلّا مساء أو صباح.
وواضح أن الآيات استمرار مع السياق والموضوع. وقد تكرر مثل هذا السؤال والردّ عليه في مواضع عديدة مرّت أمثلة منها حيث يدل ذلك على تكرر السؤال والتحدي من قبل الكفار واقتضاء حكمة التنزيل بتكرار الردّ عليهم.
ولقد أورد البخاري ومسلم في فصل التفسير من صحيحيهما حديثا مرويا عن سهل بن سعد في سياق هذه الآيات جاء فيه : «رأيت النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال بإصبعيه هكذا بالوسطى وبالتي تلي الإبهام بعثت والساعة كهاتين» (١). ولقد علقنا على موضوع اقتراب الساعة في سياق تفسير سورة القمر بما فيه الكفاية فلا نرى ضرورة للإعادة.
ولقد روى الطبري بطرقه في سياق هذه الآيات أيضا حديثين أحدهما عن عائشة قالت : «لم يزل النبي صلىاللهعليهوسلم يسأل عن الساعة حتى أنزل الله عزوجل (فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها (٤٣) إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها) (٤٤)» وثانيهما عن طارق بن شهاب قال : «كان النبي صلىاللهعليهوسلم لا يزال يذكر شأن الساعة حتى نزلت (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها) إلى (مَنْ
__________________
(١) التاج ج ٤ ص ٢٥١.