احتوت الآية :
١ ـ أمرا للنبي عليهالسلام بالاستمرار في تلاوة ما أوحاه الله إليه من كتاب وفي إقامة الصلاة له وذكره.
٢ ـ وتثبيتا له بأن الله يعلم ما يصنع الناس وعليه حسابهم.
٣ ـ واستطرادا تنبيهيا بما للصلاة من أثر في تجنيب الذين يقيمونها للفحشاء والمنكر وبكون ذكر الله عزوجل هو الأكبر.
والآية تحتوي على ما يتبادر لنا تعقيبا على الآيات السابقة حيث تضمنت تثبيتا للنبي وتلقينا بأن لا يبالي بالمشركين وما يدعون من دون الله وبأن يستمر في تلاوة كتاب الله على الناس والصلاة له ففيها الوسيلة الكبرى لاجتناب الفحشاء والمنكر ما هو من الكبائر التي نهى عنهما القرآن. ومن تحصيل الحاصل أن يكون ما احتوته من أمر وتلقين واستطراد موجهة بعد النبي صلىاللهعليهوسلم إلى المسلمين في كل زمن ومكان.
ولقد علقنا على الصلاة وأثرها في سياق سورة العلق بما فيه الكفاية ، وأوردنا هناك بعض الأحاديث النبوية الواردة في الصلاة وأثرها في الصادقين وغير الصادقين في صلاتهم. وكون الصلاة التي لا تنهى عن الفحشاء والمنكر لا يمكن أن تكون صلاة صادقة فنكتفي بالتذكير دون الإعادة. غير أن البغوي روى في سياق تفسير الآية حديثين رأينا أن نوردهما بدورنا لما فيهما من تأييد وتلقين وصور حيث روى عن أنس قال : «كان فتى من الأنصار يصلّي الخمس مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ثم لا يدع شيئا من الفواحش إلّا ركبه فوصف لرسول الله صلىاللهعليهوسلم حاله ، فقال : إن صلاته تنهاه يوما. فلم يلبث أن تاب وحسن حاله. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ألم أقل لكم إن صلاته تنهاه يوما». وحديث روي عن جابر قال : «قال رجل للنبي صلىاللهعليهوسلم إن رجلا يقرأ القرآن الليل كلّه فإذا أصبح سرق قال ستنهاه قراءته ، وفي رواية قيل يا رسول الله إن فلانا يقرأ بالنهار ويسرق بالليل فقال إن صلاته لتردعه». والحديثان لم يردا في كتب الأحاديث الصحيحة. فالمتبادر إذا صحّا ولا مانع من صحتهما فيكون