(٢) وأن يستغيثوا : وأن يطلبوا الغيث والماء.
(٣) المهل : مرّ تفسيره في سورة الدخان.
(٤) مرتفقا : منزلا أو منتفعا.
(٥) يحلّون : من الحلية.
(٦) سندس وإستبرق : نوعان من نسيج الحرير واللفظان معرّبان.
(٧) الأرائك : جمع أريكة وهي السرير.
الآيات معطوفة على سابقاتها ، واستمرار لها وتعقيب عليها كما هو المتبادر وعبارتها واضحة ، وكأنما جاءت لتؤكد على النبي صلىاللهعليهوسلم بحصر رعايته واهتمامه للذين آمنوا به مهما كان مركزهم الاجتماعي وحالتهم المادية ولتكون جوابا على الزعماء الذين روي موقفهم من النبي صلىاللهعليهوسلم وفقراء المؤمنين في سياق الآيات السابقة لتقول لهم إن ما طلبوه لن يكون ، ولتهتف بهم بعد ذلك بأن ما جاء به النبي صلىاللهعليهوسلم هو الحق من الله ربّه وربّهم فمن شاء فليؤمن فينفع نفسه ومن شاء فليكفر فلا يضرّ إلّا نفسه ، لأن الله قد أعدّ لكل من الفريقين ما يتناسب مع اختياره من شديد العذاب وهائله ومن عظيم النعيم ووسائله. وليس الأمر أمر مساومة ومسايرة ولا يتحملهما. ومثل هذا الجواب والهتاف قد تكرر في مواقف مماثلة حكتها آيات عديدة مرّ بعضها ، حيث كانت المواقف تتكرر فتقتضي حكمة التنزيل تكرار الجواب والهتاف.
وقد تضمنت الآيات تثبيتا للنبي صلىاللهعليهوسلم وتطمينا وبشرى للمؤمنين وإنذارا رهيبا للكفار. وأكدت المبدأ المحكم الذي احتوته آيات كثيرة بأن الناس يؤمنون ويكفرون وفق اختيارهم فيستحقون ما يستحقون من ثواب وعقاب حقا وعدلا.
ولقد روى الترمذي عن أبي سعيد أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «لسرادق النار أربعة جدر كثف كلّ جدار مثل مسيرة أربعين سنة» (١). والترهيب والإنذار من الحكمة الملموحة في الحديث كما هو المتبادر.
__________________
(١) التاج ج ٥ ص ٣٨٧.