في الآية إشارة خاطفة إلى قصة إبليس وعصيانه لأمر الله بالسجود لآدم ، وسؤال استنكاري وتنديدي موجه للكفار لاتخاذهم إياه وذريته أولياء من دون الله وهم أعداؤهم الألداء.
وانتهت الآية بفقرة تنديدية قارعة ، فلبئس ما فعل الظالمون باستبدالهم ولاية إبليس وذريته بولاية الله تعالى.
والآية متصلة بالسياق اتصالا وثيقا من حيث كون سابقاتها خوفت الكفار وأنذرتهم فجاءت هذه لتقرعهم وتنبههم إلى أنهم في كفرهم إنما يتولون ويطيعون عدوهم إبليس.
والإشارة هي أقصر إشارة إلى قصة إبليس في القرآن ، والمتبادر أن الآية هي في صدد ما احتواه الشق الثاني من التقريع أكثر منها في صدد القصة ، والحجة فيها قوية ملزمة والتقريع لاذع محكم.
والمتبادر أن تعبير (اتخاذ إبليس وذريته أولياء من دون الله) قد قصد به إطاعتهم فيما يزينون من انحرافات وآثام على اعتبار أن ما يرتكس الناس فيه من ذلك إنما هو من وساوس إبليس وتزييناته. وهو ما فتئت الآيات تكرره وتقرره وهذا المفهوم لم يكن مجهولا في بيئة النبي صلىاللهعليهوسلم على ما ذكرناه في سياق تفسير سورة (ص).
تعليق على وصف إبليس أنه من الجنّ
وما أورده المفسرون في صدده
ويلحظ أن الآية هنا تقرر بصراحة أن إبليس من الجن في حين أن آيات قصة إبليس وآدم الأخرى احتوت فقط حكاية قول إبليس إنه خلق من نار وإنه أفضل من آدم الذي خلق من طين وتراب.
ولقد أورد المفسرون (١) في سياق الآية روايات وأقوالا متنوعة ليس شيء
__________________
(١) انظر تفسير الآية في الطبري والبغوي وابن كثير والخازن.