المشهور. وقد حاول المفسر أن يوفق بين ما هو معروف من عقيدة الإسكندر المكدوني الوثنية وبين مقتضى الآيات القرآنية وقال إنه لا يقتضي من عقيدة اليونان الوثنية أن يكون هو وثنيا وأن أساتذته أرسطاطاليس وفيثاغوروس إلهيون. ولا تبلغ محاولته حد الإقناع ، وظاهر من كلامه أنه بنى السد لمنع زحف قبائل ماقوق وآقوق ...
وهناك عالمان هنديان مسلمان مشهوران عصريان وهما شبلي النعماني وأبو الكلام آزاد بحثا في موضوع ما جاء في الفصل القرآني بحثا يتسم بسمة العلم والتروي ويستند إلى مصادر عديدة ووثائق أثرية هامة. وقد أدى البحث عند الأول إلى ترجيح كون ذي القرنين هو دارا الكبير ملك الفرس في القرن الخامس قبل الميلاد ، وأن اليأجوج والمأجوج من قبائل الاسكيت التترية التي كانت تقيم في الشرق من جبال القوقاز ، وأن السد الذي بناه هو السد المعروف بسد دربند القريب من مدينة دربند الواقعة غربي بحر الخزر. وأدى البحث عند الثاني إلى ترجيح كون ذي القرنين هو الملك كورش ملك الفرس في القرن السادس قبل الميلاد والذي حكم قبل دارا الكبير والذي قوّض مملكة بابل الكلدانية وأذن لليهود المسبيين في مملكة بابل بالعودة إلى فلسطين وتجديد أورشليم (بيت المقدس) ومعبدها سنة (٥٣٨ ق. م). وأن السدّ هو غير سدّ دربند ، وإنما هو بين طرفي جبل من جبال القوقاز بين مدينتي ويلادي كيوكز وتفليس ، ويعرف باسم مضيق كورش فيما يعرف به من أسماء. وأنه لا يزال موجودا وهو خليط بالحديد والنحاس. وأن يأجوج ومأجوج هم قبائل منغولية كانت تعيث فسادا في البلاد فأنشأ كورش السدّ لمنعهم. وحاول كل من العالمين إثبات أن كلا من رجليهما أنه ذو القرنين بما كان من كثرة فتوحاته وسعة سلطانه وإثبات أن الزرادشتية التي كان يدين بها كل من الملكين تقول بوحدة الله وتأمر بالخير وتدين بالآخرة.
وقد استند الاثنان فيما استندا إليه إلى سفر نبوءة دانيال من أسفار العهد القديم المتداولة إلى اليوم. وكان دانيال من جملة من سباهم نبوخذ نصر إلى بابل على ما ذكر في هذا السفر. ولقد جاء في الإصحاح الثامن منه أنه رأى في منامه