وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (١٤٤))
انهم ليعلمون ان القبلة التي أمرهم الله تعالى الى التوجه اليها عند عبادتهم لخالقهم باخلاص هي الكعبة وانما ابتدعوا التوجه في صلاتهم الى بيت المقدس والله تعالى يبرأ منهم ومن عبادتهم انها لعبادة الاهواء والاغواء والانحراف عن الحق. فهم في عناد يقودهم الهوى ، وتؤرثه المصلحة والغرض ، ومن الجهل أن يظن باليهود والنصارى ان الذي يصدهم عن الدخول في الاسلام هو عدم اتضاح الحال اليهم ، كلا ، بل هو العناد والهوى ، وحب الرياسة الباطلة التي صدت علماءهم عن جميع ذلك ، وبنفس هذا الداعي كان السبب في أهل السقيفة حينما تركوا خلافة الرحمن واتبعوا خليفة الشيطان.
(وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ بِكُلِّ آيَةٍ ما تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَما أَنْتَ بِتابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَما بَعْضُهُمْ بِتابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ (١٤٥) الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (١٤٦) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (١٤٧) وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٤٨) وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (١٤٩) وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (١٥٠))
انهم لن يقتنعوا بألف دليل ، لان الذي ينقصهم ليس هو الدليل ، انما هو التجرد من اتباع الهوى ونبذ التعصب الاعمى ، (وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ بِكُلِّ آيَةٍ ما تَبِعُوا قِبْلَتَكَ) (وَما أَنْتَ بِتابِعٍ قِبْلَتَهُمْ).
فانت يا رسول الله على الحق ، وهم على الباطل ، وقبلتك هي قبلة الحق وقبلتهم هم ابتدعوها ، وقبلتك اختارها الله تعالى لعباده ، وانت