يؤتي الحكمة. لمن يشأ
بسم الله الرحمن الرحيم. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطاهرين المعصومين. وعلى أصحابه الغر الميامين.
وبعد. الحمد لله الذي قد منّ علي بالحياة. وعرفني معناها. وذوقني لذتها وأراني نعمة الحياة الأبدية التي لأجلها خلقت. وللعمل لها أمرت. وعنها سأسئل. وأراني نعمة الحياة الوقتية. التي منها أتزود لدار النعيم وبها سأزكو وارتفع من مصاف البهائم والحيوانات الى مراتب القديسين والملائكة المقربين. وما يزيد على ذلك رفعة وسموا.
والحمد لله الذي عرفني أصناف مخلوقاته. فأبصرت الشريف السامي المرتفع منها الذي يتصاعد في معارج الكمال الانساني. نحو المنازل العظمى. والسعادة القصوى. والشرف الروحي الذي لا يساويه ولا يدانيه شيء. مهما ارتفع وعلا.
وأبصرت الرذيل الهابط المنخفض منها. المتقهقر نحو الديدان والحشرات. يزاحمها في شهواتها ونزواتها. ولا يرى ولا يعي في كل هذه الحياة. لذة ولا غاية سوى اشباع هذه الغرائز والشهوات المنخفضة المنحطة. وحيث الرياسة التي هي راس كل خطيئة
وأصبحت بعون الله وتوفيقه أنظر الى هذا الصنف المنحط والى