أهله الهزيل في تهافتهم على توافه هذه الحياة. كما ينظر الحكيم الكبير. الى عبث الاطفال وأفعالهم التافهة ، وأقول متعجبا. ما بال هذا الصنف من الناس يرتكسون في الحمأة الوبيئة. ولا يسمعون النداء العلوي من الجليل الأعلى. نداء خالق البشر الى هذا البشر. وهو يدعوهم ليعليهم ويرفعهم. ويزكيهم ويبارك عليهم. وهم عنه معرضون كأنهم لا يعقلون. وان اعبدوني اهدكم الصراط المستقيم.
وأصبحت بعون الله عزوجل وتوفيقه انظر الى غاية هذا الكون الفسيح ، والى غاية الوجود الانساني. وأقيس عليه تصورات الجاهلية التي يعيش فيها أكثر هذا البشر في شرق الارض وغربها وشمالها وجنوبها. في القرن العشرين.
ثم أتساءل كيف تعيش هذه البشرية في المستنقع الآسن. وفي الدرك الهابط. وفي الظلام البهيم. وعندها ذلك المرتع الزكي. والمرتقى العالي الرفيع. والنور الوهاج الذي يشع ويضيء ، ويتدفق ويفور. من ينابيع الاسلام وقرآنه المجيد وشريعته الغراء ، التي قوامها العدل والاحسان والعلم والاخلاق ، والكرامة والفضيلة ، والسمو والارتفاع ، وهي بين أيدي هؤلاء الغارقين في غفلتهم. ويمكنهم الاستضاءة بنوره بدون أدنى مانع أو رادع.
وأصبحت بعون الله وتوفيقه أحس بالتناسق الجميل بين حركة الانسان كما يريدها خالق الانسان ومبدعه. وحركة هذا الكون البديع ، في تركيبه وتنظيمه ، واتقانه واحكامه ، وحينئذ أرفع رأسي الى هذه القبة الزرقا. ، ولساني ينطق قائلا :
سبحان (الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها) ... (وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ) سورة الرعد