(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنا عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْناهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (٦٥) وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ ساءَ ما يَعْمَلُونَ (٦٦))
البيان : ان هاتين الآيتين تقرران أصلا كبيرا من أصول التصور الاسلامي ، ومن ثم فهما تمثلان حقيقة ضخمة في الحياة الانسانية ، ولعل الحاجة الى جلاء ذلك الأصل ، والى بيان هذه الحقيقة لم تكن ماسة كما هي اليوم ، والعقل البشري ، والموازين البشرية والاوضاع البشرية تتأرجح وتضطرب وتتوه بين ضباب التصورات وصلال والمناهج بأزاء هذا الامر الخطير.
ان الله سبحانه وتعالى يقول لأهل الكتاب : انهم لو كانوا آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ورضي عنهم (وَلكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ).
وهذا انذار أيضا للمسلمين فانهم ان أقاموا القرآن وما أنزل اليهم من خالقهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم ، ولكن نبذوا القرآن وتركوا العمل بما أمروا به لسلط الله عليهم من يسومهم سوء العذاب ويحكم بهم أشرارهم وأعداءهم ولهم في الآخرة عذاب النار. ونحسب اننا في حاجة لان نقول : ان هذا الشرط الالهي لأهل الكتاب غير خاص بالنصارى واليهود بل يشمل المسلمين بطريق اولى وأقوى في حال الطاعة والعصيان.
(يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ (٦٧))
البيان : عن الامام (ع) قال : حج رسول الله ص وآله من المدينة وقد بلغ جميع الشرائع قومه غير الحج والولاية فأتاه جبريل (ع)