بين الانسان الفاني والقوة الباقية ، انها الموعد المختار لالتقاء النقطة والقطرة المنعزلة بالنبع الفياض الذي الذي لا يغيض ، انها مفتاح الكنوز التي تفيض انها الانطلاقة من حدود الواقع الارضي الصغير الى مجال الواقع الكوني الكبير ، انها الروح والندى والظلال والهواء في الحر الهاجر ، انها اللمسة الحانية للقلب المتعب المكدود.
ومن هنا كان رسول الله ص وآله اذا دهمته شدة قال : (قوموا بنا الى الصلاة) بهذا أمرني ربي ، وكان يقول : (ارحنا يا بلال) ليسرع في الاذان للصلاة.
ان هذا المنهج الاسلامي منهج عبادة ، والعبادة ذات أسرار ، ومن اسرارها انها زاد الطريق وانها مدد الروح ، وانها جلأ القلب لتذوق هذا التكليف في حلاوته ان الله عزوجل انتدب رسوله العظيم لهذا المنصب الثقيل فقال له :
(يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً) ... (إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً).
انها العبادة التي تفتح القلب وتوثق الصلة وتيسر الامر وتشرق بالنور وتفيض بالعزاء والسلوى ومن ثم يوجه الله تعالى المؤمنين وهم على أبواب المشقات العظام الى الصبر والى الصلاة.
ثم يجيء التعقيب بعد التوجيه فيقول عزوجل : (إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ). معهم يؤيدهم ويثيبهم ويقويهم ويؤنسهم ، ولا يدعهم يقطعون الطريق وحدهم ، وهو معهم أينما كانوا :
(ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا) س ٥٨ ٧
(وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ (١٥٤))
ان هنالك قتلى سيخرون شهداء في معركة الحق ، شهداء في