الالم من جديد والعذاب مستمر هكذا في مقابل هذا المشهد المدهش للالباب ، يأتي مشهد آخر نقيضه (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) في نعيم الجنة خالدين فيها ولهم أزواج مطهرة من كل خبث وعيب ، حور مقصورات في الخيام لم يتمنهن قبلهم انس ولا جان. قاصرات الطرف كأنهن لؤلؤ مكنون أعدت للمتقين.
(إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللهَ كانَ سَمِيعاً بَصِيراً (٥٨))
البيان : هذه هي تكاليف الجماعة المسلمة ، وهذا هو خلقها : اداء الامانات الى أهلها ، والحكم بين (الناس) بالعدل على منهج الله وتعليمه ، وهذا الذي دعا حكام العرب لترك نظام القرآن المجيد ،
والامانات تبدأ من الامانة الكبرى .. الامانة التي ناط الله بها فطرة الانسان ، التي أبت السموات والارض والجبال ان تحملنها واشفقن منها ، وحملها (الانسان) .. امانة الهداية والمعرفة والايمان بالله عن قصد وارادة وجهد واتجاه ، فهذه أمانة الفطرة الانسانية خاصة.
فكل ما عدا الانسان ألهمه ربه الايمان به والاهتداء اليه ومعرفته وعبادته وطاعته وألزمه طاعة ناموسه بغير جهد منه واختيار ، الا الانسان قد ترك له الاختيار اما شاكرا واما كفرا.
ومن هذه الامانة الكبرى تنبثق سائر الامانات التي يأمر الله ان تؤدى :
ومن هذه الامانات أمانة التعامل بين النفس والناس من العدل والتسامح ورد اماناتهم اليهم امانة المعاملات ، ورد الودائع الى أهلها ، وامانة النصيحة للراعي وللرعية ، وامانة القيام على الاطفال الناشئة ،