كانوا متفوقين ايضا في تصورهم للكون والحياة. ولغاية وجودهم الانساني. تفوقهم في التنظيم الاجتماعي الناشىء من تفوق منهجهم الرباني. وكانت الصلاة رمزا لهذا كله. وتذكيرا بهذا كله. ومن ثم كانت سلاحا في المعركة. بل كانت هي السلاح الماضي الفريد.
والامر الثاني الذي يلفت النظر في هذا النص هو التعبئة الروحية الكاملة تجاه العدو وهذا الحذر الذي يوصي المؤمنون به تجاه عدوهم الذي يتربص بهم لحظة غفلة واحدة عن اسلحتهم وامتعتهم. ليميل عليهم ميلة واحدة. ومع هذا التحذير والتخويف والاطمئنان والتثبيت اذ يخبرهم انهم انما يواجهون قوما كتب الله عليهم الهوان (إِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً) على ان هذا الحذر وهذه التعبئة النفسية وهذا الاستعداد بالسلاح المستمر ليس من شأنه ان يوقع المسلمين في المشقة. فهم يأخذون منه بقدر الطاقة.
ثم يختم هذا التوجيه بالتشجيع على المضي في الجهاد ويلمس القلوب المؤمنة لمسة عميقة تمس اعماق القلوب. وتلقى الضوء القوي على البصائر (وَلا تَهِنُوا) .. (فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ) (ولكن (تَرْجُونَ مِنَ اللهِ ما لا يَرْجُونَ) انهن كلمات معدودات ولكن يتضمن الخطوط الحاسمة ويكشفن عن الشقة البعيدة بين جبهتي الصراع. ان اعداءهم كذلك يتألمون. وينالهم القرح ولكن شتان بين هؤلاء. وهؤلاء. ان المؤمنين يتوجهون الى الله بجهادهم. ويرتقبون عنده جزاءهم فأما الكفار فهم ضائعون مضيعون. ان عاشوا أشقياء تعساء. وان ماتوا فالى النار وبئس القرار
(إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللهُ وَلا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً (١٠٥) وَاسْتَغْفِرِ اللهَ إِنَّ اللهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً (١٠٦) وَلا تُجادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ خَوَّاناً أَثِيماً (١٠٧)
يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ ما