الذي يقبل بعد الاعتذار. وهو ان التوبة مقبولة ما لم تأتي علامات الموت فقط. وحينئذ يغلق الباب وتوقف الاقلام : (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ. وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ..) فعليك ايها العاقل من الحذر الشديد. فلا يخدعنك الشيطان الرجيم فانه يغريك بتأخير التوبة حتى يأتيك الموت.
(وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَما يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَما يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيماً (١١٣) لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (١١٤))
البيان : ان محاولة أهل الضلال والباطل في اضلال أهل الهدى والحق كثيرة حتى يكونوا يطمعون في خدعة النبي ص وآله لعله يوافقهم في الانحراف عن الهدى والحق ولكن خابوا فيما أملوا وحاولوا فان من عرف الحق والعدل عن فهم ورشد يستحيل أن يميل أو ينحرف ولذا ـ لما قال الشيطان فوعزتك لأغوينهم أجمعين الا عبادك منهم المخلصين ـ قال عزوجل :
(إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ ...)
والمراد بقوله عزوجل : ليس لك عليهم سلطان في الغواية ، لانهم عرفوا الحقيقة عن ايمان ويقين وأيقنوا أن الالتزام بها حياة ونور. والانحراف عنها موت وعمى وظلام ، ويستحيل لعاقل مختار ان يترك الهدى والنور والحياة ، ويختار الضلال والظلام والموت.
قال عزوجل :
(قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ. أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ) (ام هل يستوي الاحياء والاموات). ام (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ)