الحق يتساوى عند الله المؤمنون وغير المؤمنين ، الاتقياء والاشقياء ، في اعطاء الحق واداء الشهادة على حقيقتها على حد سواء ، الاصدقاء الاغنياء والفقراء في اداء الحق على حد سواء.
(كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ) ، حسبة لله ، وتعاملا مباشرا مع الله (شهداء لله) (وَلَوْ عَلى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ) كلهم في الحق والعدل والقسط واداء الشهادة على حد سواء.
انها مشقة هائلة ، انها جهاد للنفس لتقوم القسط ، لا بد أن توجد في الارض هذه القاعدة ، ولا بد أن يقيمها اناس ابرار اطهار ، قد استنارت قلوبهم وصفيت نفوسهم حتى أرتهم ما لا يرى سواهم
(فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوى أَنْ تَعْدِلُوا) والهوى صنوف شتى ذكر منها بعضها .. حب الذات هوى ، وحب الاهل هوى ، وأهواء شتى الصنوف والالوان ، كلها مما ينهي الله الذين آمنوا عن التأثر بها ، والعدل عن الحق والصدق تحت تأثيرها ، وأخيرا يجيء التهديد والوعيد من تحريف الشهادة.
(وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً) ، ويكفي أن يتذكر المؤمن أن الله خبيرا بما يعمل ليستشعر ماذا وراء هذا من تهديد خطير ، يرتجف له كيانه ، فقد كان الله يخاطب بهذا القرآن المؤمنين.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلى رَسُولِهِ وَالْكِتابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً (١٣٦))
البيان : انه النداء الثاني للذين آمنوا بصفتهم هذه التي تفردهم من الجاهلية حولهم وتحدد وظيفتهم وتكاليفهم وتصلهم بالمصدر الذي يستمدون منه القوة والعون على هذه التكاليف.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ، آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ) ، فهو بيان لعناصر