تقدم في النحو ، إنّ لأصحابنا الفصاحة في العلم بالقرآن والإعراب به والمعرفة بوجوه القراءات حتى أكثر القراء بقراءتهم يقرءون. ومنا الفقهاء والعلماء والأدباء والفصحاء والنجباء والشجعان والفرسان المذكورون والشعراء المعروفون.
قال علي بن هشام : فإن أبا عمرو بن العلاء من أنبل الناس وأفصحهم لسانا.
قال ابن يوسف : إن كان الناس يقولون : أبو عمرو الراوية كما يقولون حماد الرواية. فهو مثله إذ كان ديوان الشعر مجموعا في قلبه. ومن مثل المفضل في رواية أشعار الشعراء وأشعار القبائل وأيام الجاهلية وأخبارهم؟ ومنا خالد بن كلثوم (١) كان إذا علم شيئا أدّاه كما سمعه. [لا كمن] (٢) كان يروي الخبر لا أصل له وربما زاد فيه ونقص منه.
قال عمرو بن الحارث [١٨ أ] : فإن لأهل البصرة أبا بكر الهذلي أعلى الناس بالجاهلية والإسلام.
قال عمرو بن مسعدة : فأين هو من قبيصة بن ذؤيب الأسدي وعبد الملك المعيطي وعبد الله بن عياش الهمداني والحجاج بن أرطاة النخعي. وهم كلموه عند السفاح ، فما تأتى له الردّ عليهم.
ومنا الثقة المؤتمن هشام بن محمد بن سائب الكلبي الذي ملأ الآفاق علما ، وأبو مخنف لوط بن يحيى بن مخنف بن سليم الأزدي والهيثم بن عدي.
قال الحجاج : أو ليس دغفل بن حنظلة الشيباني من أهل البصرة؟
قال ابن يوسف : فإن التجار العذري (٣) كوفئ بهلال بن الكيس الحميري وابن لسان الحمّي التيمي ومحمد بن السائب الكلبي وهشام بن محمد والمنتوف والشرقي بن القطامي. وما منهم أحد إلّا كما قال الأول :
__________________
(١) الكوفي (ابن النديم ١٧٧ و ٧٣).
(٢) زيادة يقتضيها السياق.
(٣) لدى ابن النديم ١٠٨ (النجاد بن أوس العدوي) أو (النجار بن أوس العدواني).