واللعن. وسمتها النبط هفاطرناي. وآثار سورها بينة لم تدرس. وكان بقربها أيضا عدة مدن منها دورى الزندورد. وفيها الليس ومنها دار سابور والهكة والهعة التي بناها سابور وجعلها لمن ينفى.
ويقال : إن حدّ كورة كسكر من الجانب الشرقي في آخر سقي النهروان إلى أن يصب في البحر. وان المبارك وعبدسي والمذار. وتعيا وميسان ودستميسان وآجام البريد من كسكر. وان العرب فرقتها حيث مصرّت البصرة وكذلك إسكاف العليا والسفلى ونفر وسمر وبهندف وقرقوب. كل هذا منها.
وقال المدائني : أول من مسح الأرض ووضع الدواوين وحدّ حدود الخراج والوظائف ، قباذ. فصيّر ديوان الخراج بحلوان وسماه ديوان العدل. فكان كل شيء يجبى في مملكة الفرس من السواد مائة ألف ألف درهم مثاقيل. وذلك أن الملك كان يأخذ نصف الخراج ويترك النصف للناس فتصلح أحوالهم. إلى أن كانت أيام قباذ فإنه جبى السواد مائة ألف ألف وخمسين ألف ألف مثاقيل.
وأمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يمسح السواد وطوله من العلث في الجانب الشرقي ومن حربى في الجانب الغربي مادا إلى عبادان (١). وهو مائة وعشرون فرسخا ، وعرضه [٨٤ أ] من عقبة حلوان إلى العذيب ، وهو ثمانون فرسخا. فكان ذلك بعد أن أخرج عنه الجبال والأودية والأنهار ومواضع المدن والقرى ، ستة وثلاثين ألف ألف جريب. فوضع على جريب الحنطة أربعة دراهم ، وعلى جريب الشعير درهمين ، وعلى جريب النخل ثمانية دراهم. وعلى جريب الكرم والرطاب ستة دراهم. وختم الجزية على ستمائة ألف إنسان ، وجعلها طبقات : الطبقة العالية ، ثمانية وأربعون درهما. والوسطى أربعة عشرون درهما. والسفلى اثنا عشر درهما. فجبى السواد مائة ألف ألف وثمانية وعشرين ألف درهم.
__________________
(١) في الأحكام السلطانية لأبي يعلى الفراء ص ٢٠٤ (أوله في شرقي دجلة : العلث ـ وعن غربيها حربى ـ ثم يمتد إلى آخر أعمال البصرة من جزيرة عبادان).