من ادعية الإمام
الدعاء الثاني
اللهمّ داحي المدحوّات ، وداعم المسموكات ، وجابل القلوب على فطرتها ، شقيّها وسعيدها ، اجعل شرائف صلواتك ، ونوامي بركاتك ، ورأفة تحيّاتك على محمّد عبدك ورسولك الفاتح لما اغلق والخاتم لما سبق ، والمعلن الحقّ بالحقّ ، والدّامغ جيشات الأباطيل ، كما حمّلته فاضطلع بأمرك لطاعتك ، مستوفزا في مرضاتك ، غير ناكل عن قدم ، ولا وهن في عزم ، داعيا لوحيك ، حافظا لعهدك ، ماضيا على نفاذ أمرك ، حتّى أورى قبسا لقابس (١) ، آلاء الله تصل بأهله أسبابه به ، هديت القلوب بعد خوضات الفتن والإثم ، موضحات الأعلام ، ونائرات الأحكام ، ومنيرات الإسلام ، فهو أمينك المأمون ، وخازن علمك المخزون ، وشهيدك يوم الدّين ، وبعيثك نعمة ، ورسولك بالحقّ رحمة.
اللهمّ افسح له مفسحا في عدلك ، واجزه مضاعفات الخير من فضلك ، مهنّآت غير مكدّرات ، من فوز ثوابك المحلول ، وجزيل عطائك المعلول (٢).
اللهمّ أعل على بناء البانين بناءه ، وأكرم لديك منزلته ، وأتمم له نوره ، واجزه من ابتعاثك له مقبول الشّهادة ، ومرضيّ المقالة ، ذا منطق عدل ، وخطبة فصل
__________________
(١) في نهج البلاغة : « حتى أورى قبس القابس ».
(٢) المعلول : الشرب بعد الشرب.