عنقي ، وأعوذ بك من مقطّعات النّيران » (١).
وإذا مسح الإمام عليهالسلام رأسه عند الوضوء دعا بهذا الدعاء :
« اللهمّ غشّني برحمتك وبركاتك وعفوك » (٢).
وإذا شرع الإمام عليهالسلام في مسح الرجلين اللذين هما آخر أجزاء الوضوء دعا بهذا الدعاء :
« اللهمّ ثبّتني على الصّراط يوم تزلّ فيه الأقدام ، واجعل سعيي فيما يرضيك عنّي يا ذا الجلال والإكرام » (٣).
وهكذا كان وضوؤه مشفوعا بهذه الأدعية الجليلة التي تحكي عميق اتّصاله بالله ، وانقطاعه إليه.
الصلاة
أمّا الصلاة فهي عمود الدين ، وقربان كلّ تقي ـ كما في الحديث ـ وقد شغف بها الإمام عليهالسلام ، فلم يترك نافلة من النوافل إلاّ أتى بها ، وبلغ من شدّة اهتمامه بها أنّه أقامها في ليلة الهرير ، وهي من أكثر الأوقات محنة ، ومن أشدّها بلاء وقد أقامها بين الصفّين ، والسهام تأخذه يمينا وشمالا وقد عذله بعض أصحابه ، فردّ عليه إنّما قاتلناهم ـ يعني أهل الشام ـ من أجل الصلاة ، ويقول الرواة إنّه كان يقيم الصلاة
__________________
(١ ـ ٣) وسائل الشيعة ١ : ٢٨٣.