يحمل من ذنوبه شيئا ، كقوله : (وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى حِمْلِها لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى) [فاطر : ١٨].
قوله : (فَأَمَّا مَنْ تابَ) : أي من شركه (وَآمَنَ) : أي أخلص الإيمان لله ، (وَعَمِلَ صالِحاً) : أي في إيمانه (فَعَسى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ) (٦٧) : وعسى من الله واجبة. والمفلحون السعداء ، وهم أهل الجنّة.
قوله : (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ) : أي من يشاء من خلقه ، أي : للنبوّة. (ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ) : أي ما كان لهم أن يختاروا هم الأنبياء فيبعثوهم (١). بل الله هو الذي اختار ، وهو (أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ) [الأنعام : ١٢٤](سُبْحانَ اللهِ) : ينزّه نفسه (وَتَعالى) : أي ارتفع (عَمَّا يُشْرِكُونَ) (٦٨).
قال : (وَرَبُّكَ يَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ) : أي ما يسرّون (وَما يُعْلِنُونَ) (٦٩).
(وَهُوَ اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولى وَالْآخِرَةِ) : في الدنيا والآخرة (وَلَهُ الْحُكْمُ) : أي القضاء (وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (٧٠) : أي يوم القيامة.
قوله : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً) : [أي : دائما لا ينقطع] (٢) (إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ) : وهذا على الاستفهام (يَأْتِيكُمْ بِضِياءٍ) : أي بنهار (أَفَلا تَسْمَعُونَ) (٧١) أمره ، يقوله للمشركين (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ النَّهارَ سَرْمَداً) : أي دائما (إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ) : كقوله : (وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً) [الأنعام : ٩٦] أي : يسكن فيه الخلق (أَفَلا تُبْصِرُونَ) (٧٢) أمره. يقوله للمشركين. قال الله : (وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ) : أي في الليل (وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ) : أي بالنهار. وهذا رحمة من الله للمؤمن والكافر فأمّا المؤمن فتتمّ عليه رحمة الله في الدنيا والآخرة ، وأمّا الكافر فهي رحمة له في الدنيا ، وليس له في الآخرة نصيب. قال : (وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (٧٣) : أي ولكي تشكروا.
__________________
(١) كذا في سح وسع : «فيبعثوهم» ، وفي ز ورقة ٢٥٧ ، وفي ع : «فيتبعوهم».
(٢) زيادة من ز ، ومن سح وسع.