يقوله النبيّ عليهالسلام للمشركين. وهذا تفسير الحسن. وقال الكلبيّ : (ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ) : من أمر الآخرة ، اتّقوها واعملوا لها ، (وَما خَلْفَكُمْ) الدنيا إذا كنتم في الآخرة ، فلا تغترّوا بها ، أي : بالدنيا ، فإنّكم لتأتون الآخرة.
وقال مجاهد : (اتَّقُوا ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَما خَلْفَكُمْ) من الذنوب.
قال : (لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (٤٥) : أي لكي ترحموا.
قوله : (وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ) (٤٦) : تفسير الحسن : ما يأتيهم من رسول.
قوله عزوجل : (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ) : وهذا تطوّع (قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشاءُ اللهُ أَطْعَمَهُ) : فإذا لم يشأ الله أن يطعمه لم نطعمه (إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (٤٧) : يقوله المشركون للمؤمنين.
قال : (وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ) : أي هذا العذاب (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (٤٨) : أي يكذّبون به.
قال الله : (ما يَنْظُرُونَ) : أي ما ينتظر (١) كفّار آخر هذه الأمّة الدائنين بدين أبي جهل وأصحابه (إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً) : أي النفخة الأولى ، بها يكون هلاكهم (تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ) (٤٩) : [أي : يختصمون] (٢) في أسواقهم يتبايعون ، يذرعون الثياب ، ويخفض أحدهم ميزانه ويرفعه ، ويحلبون اللقاح ، وغير ذلك من حوائجهم.
ذكر أبو هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : تقوم الساعة والرجلان قد نشرا ثوبهما يتبايعانه ، فما يطويانه حتّى تقوم الساعة ، وتقوم الساعة والرجل يخفض ميزانه ويرفعه ، وتقوم الساعة والرجل يليط حوضه ليسقي ماشيته فما يسقيها حتّى تقوم الساعة ، وتقوم الساعة والرجل قد رفع لقمة إلى فيه فما تصل إلى فيه حتّى تقوم الساعة (٣).
__________________
(١) في ع وسح : «ما ينظر». وأثبتّ ما جاء في ز ورقة ٢٨٤ وهو الصحيح ؛ لأنّ النظر هنا بمعنى الانتظار.
(٢) زيادة من ز ، ورقة ٢٨٤.
(٣) رواة ابن سلّام عن عثمان عن نعيم بن عبد الله عن أبي هريرة ، وأخرجه البخاريّ في كتاب الرقاق ، ومسلم ـ