قال بعض أهل العلم : قضى الله ألّا تأتيكم الساعة إلّا بغتة ، يعني قوله تعالى : (لا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً) [الأعراف : ١٨٧].
قوله : (فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً) : أي أن يوصوا (وَلا إِلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ) (٥٠) : أي من أسواقهم وحيث كانوا ، أخذتهم فلا يرجعون.
قوله : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ) : فهذه النفخة الآخرة ، والصور قرن ينفخ فيه.
ذكروا عن سليمان التيميّ عن أسلم العجليّ عمّن حدّثه عن رجل من أصحاب النبيّ عليهالسلام قال : سئل رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن الصور فقال : هو قرن ينفخ فيه (١). وذكر بعضهم قال : ونفخ في الصور ، أي : في الخلق.
ذكروا عن محمّد بن كعب القرظيّ عن أبي هريرة قال : تجعل الأرواح في الصور ثمّ ينفخ فيه صاحب الصور فيذهب كلّ روح إلى جسده مثل النحل ، فتدخل الأرواح في أجسادها ، ويقومون.
قال : (فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ) (٥١) : أي فإذا هم من القبور إلى ربّهم يخرجون ، يعني جميع الخلق.
(قالُوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا) : [قال بعضهم : تكلّم بأوّل هذه الآية أهل الضلالة وبآخرها أهل الإيمان. قال أهل الضلالة : (يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا)] (٢). قال المؤمنون : (هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ) (٥٢). ذكروا عن الحسن عن أبيّ بن كعب مثل ذلك. ذكروا عن زيد بن أسلم قال : قال الكافر : (مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا). قالت الملائكة : (هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ).
__________________
ـ في كتاب الفتن ، وانظر ما سلف ، ج ٢ ، تفسير الآية ١٨٧ من سورة الأعراف.
(١) أخرجه ابن سلّام بهذا السند هكذا : «عاصم بن حكيم عن سليمان التيميّ عن أسلم العجليّ عن بشر بن شغاف عن عبد الله بن عمرو قال : جاء أعرابيّ إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فسأله عن الصور ...». كما جاء في سح ورقة ١٨٠.
(٢) سقط ما بين المعقوفين من ب وع فأثبتّه من ز ورقة ٢٨٤ ومن سح ورقة ١٨١.