الملائكة كلّهم ، فلا يبقى ملك إلاّ أثنى عليه محمّد ، ثمّ يثني على الأنبياء ، بما لم يثن عليهم أحد قبله ، ثمّ يثني على كلّ مؤمن ومؤمنة يبدأ بالصّدّيقين والشّهداء ثمّ الصّالحين ، فيحمده أهل السّماوات وأهل الأرضين ، فذلك قوله تعالى : ( عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً ) (١).
فطوبى لمن كان له في ذلك المكان حظّ ونصيب ، وويل لمن لم يكن له في ذلك المقام حظّ ولا نصيب.
ـ ثمّ يجتمعون في موطن آخر ، ويزال بعضهم عن بعض ، وهذا كلّه قبل الحساب ، فإذا اخذ في الحساب شغل كلّ إنسان بما لديه ، نسأل الله بركة ذلك اليوم.
لقد عرض الإمام عليهالسلام إلى تفصيل المواقف التي يقف بها العباد في يوم القيامة وذلك قبل يوم الحساب ، ولا أظن أن رواية وردت عن أئمة الهدى عليهمالسلام عرضت لذلك بصورة مفصلة.
ثمّ يأخذ الإمام عليهالسلام في تفسير الآيات التي سئل عنها وغيرها فيقول :
وأمّا قوله : ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ. إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ ) ذلك في موضع ينتهي فيه أولياء الله عزّ وجلّ بعد ما يفرغ من الحساب إلى نهر يسمّى « نهر الحيوان » فيغتسلون منه ، ويشربون من آخر ، فتبيضّ وجوههم فيذهب عنهم كلّ أذى وقذى ووعث ، ثمّ يؤمرون بدخول الجنّة ، فمن هذا المقام ينظرون إلى ربّهم ـ أي إلى عطائه كيف يثيبهم ، ومنه يدخلون الجنّة فذلك قول الله عزّ وجلّ في تسليم الملائكة عليهم : ( سَلامٌ عَلَيْكُمْ
__________________
(١) الإسراء : ٧٩.