ومن خالفنا وفضّل علينا غيرنا فقد أتى البيوت من ظهورها ».
فقال ابن الكوّاء : ( وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ ) (١)؟
فأجابه الإمام :
« نحن أصحاب الأعراف نعرف أنصارنا بسيماهم ، ونحن الأعراف يوم القيامة بين الجنّة والنّار ، ولا يدخل الجنّة إلاّ من عرفنا وعرفناه ، ولا يدخل النّار إلاّ من أنكرنا وأنكرناه ، وذلك بأنّ الله عزّ وجلّ لو شاء عرّف للنّاس نفسه حتّى يعرفوه وحده ، ويأتوه من بابه ، ولكنّه جعلنا أبوابه وصراطه وبابه الّذي يؤتى منه ، فقال ـ فيمن عدل عن ولايتنا وفضّل علينا غيرنا فإنّهم ( عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ ) (٢) » (٣).
* * *
كان الإمام عليهالسلام على المنبر يخطب الناس ، فانبرى إليه ابن الكوّاء فقال له : يا أمير المؤمنين ، ما الذاريات ذروا؟
« الرّياح ».
ما الحاملات وقرا؟
« السّحاب ».
ما الجاريات يسرا؟
« السّفن ».
ما المقسّمات أمرا؟
__________________
(١) الأعراف : ٤٦.
(٢) المؤمنون : ٧٤.
(٣) الاحتجاج ١ : ٣٣٧ ـ ٣٣٨.