أبو الشهداء ، فقد عمد يزيد بن معاوية الممثل الوحيد للأسر القرشية إلى السبط فأجهز عليه وعلى أهل بيته وأصحابه في أرض كربلاء ، ورفع جيشه رءوسهم على أطراف الرماح ومعها عقائل النبوة سبايا يطاف بهم في الأقطار والأمصار ، وقد اعلنوا فرحتهم الكبرى باستئصالهم لذرية النبي صلىاللهعليهوآله ، وقد استوفوا بذلك ثارات بدر.
٣ ـ قال عليهالسلام :
« حتّى إذا قبض الله رسوله صلىاللهعليهوآله ، رجع قوم على الأعقاب ، وغالتهم السّبل ، واتّكلوا على الولائج (١) ، ووصلوا غير الرّحم ، وهجروا السّبب (٢) الّذي أمروا بمودّته ، ونقلوا البناء عن رصّ أساسه ، فبنوه في غير موضعه. معادن كلّ خطيئة ، وأبواب كلّ ضارب في غمرة. قد ماروا في الحيرة ، وذهلوا في السّكرة ، على سنّة من آل فرعون : من منقطع إلى الدّنيا راكن ، أو مفارق للدّين مباين » (٣).
وحفل كلام الإمام عليهالسلام بما مني به المسلمون بعد وفاة النبي صلىاللهعليهوآله من الانقلاب على الأعقاب الذي كان من مظاهره إبعاد الاسرة النبوية وإقصاؤها عن قيادة الامة ، وتقليد الخلافة إلى غيرها ، وقد وصفهم بالأوصاف التي ذكرها والتي هي واضحة الدلالة بيّنة المفاد ، ومن المؤكد أنه لم يقم بعملية الانقلاب إلاّ الاسرة القرشية الحاقدة على أهل البيت عليهمالسلام.
٤ ـ قال عليهالسلام :
« اللهمّ فاجز قريشا عنّي الجوازي ، فقد قطعت رحمي ، وتظاهرت عليّ ،
__________________
(١) الولائج : جمع وليجة ، وهي البطانة التي يتّخذها الإنسان.
(٢) أراد بالسبب هم أهل بيت النبوة ومعدن الحكمة الذين قرنهم الرسول بمحكم التنزيل.
(٣) شرح نهج البلاغة ـ ابن أبي الحديد ٩ : ١٣٢.