الأشخاص من المعادن والنبات والحيوان ، وبرزت صورة الإنسان فامتلأ العالم من الأشخاص ، ونزلت النفس القدسية بالروح من أمر ربّها على من يشاء من عباده بالدعاء إليه ، والدلالة عليه ، فمن أجاب لحق بعالمه ، ومن أبى واستكبر وخالف وأصر نزل في هوانه. وهذا فصل عن الثقة الأمين من الرمز الخفي والبرهان المضيء.
ونحن نعود بعد بيان شرف النفوس الزكية «والأجسام الصافية» (١) من أهل المغارات السعيدة الملحوظة ما نهضت من أهل المغارات السعيدة الملحوظة. ما نهضت من أهل المغارات لطلب المعاش «مما يليها» (٢) من الفواكه والأشجار إلّا بقوة في أجسامها قوية ، وفطنة (٣) في حواسها زكية ، وهي تهيش في صقعها ذلك وتعيش وتأوي معا تحت الأشجار وتشرب من الأنهار ، ثم بلغت في سبع سنين رتبة الاحتلام ، ولها على سائر المغارات من التمام والكمال أضعافا (٤) مضاعفة ، ثم لحظتها العقول بسريان أنوارها بوساطة المتولي لذلك من أدناها رتبة الموكول إليه أمر ما دونه من عالم الهيولى ، فصفت لطائفها ، وعلت صورتها ، وترتبت في السبق إلى التوحيد والإقرار كترتيب العقول الخارجة عن الأجسام ، الأول فالأول على النظام.
__________________
(١) والأجسام الصافية : سقطت في ج وط.
(٢) مما يليها : سقطت في ج وط.
(٣) فطنة : سقطت في ج وط.
(٤) أضعافا : سقطت في ج.